"الأونروا": الوضع الإنساني في غزة يدخل مرحلة "تفوق التصور"
"الأونروا": الوضع الإنساني في غزة يدخل مرحلة "تفوق التصور"
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مرحلة تفوق التصور، في ظل استمرار الحصار الشامل على القطاع ودخوله الأسبوع التاسع على التوالي، دون أي مؤشرات فعلية على تحرك دولي لوقف هذه الكارثة المتفاقمة.
وأكدت "الأونروا" عبر منشور على منصة "إكس"، اليوم الأحد، أن المأساة في غزة تتفاقم يومًا بعد آخر، في ظل انعدام المساعدات والاحتياجات الأساسية لحياة المدنيين، مشددة على ضرورة تضافر الجهود الدولية لمنع الأزمة من الانزلاق إلى مستويات إنسانية غير مسبوقة.
الحصار يقتل الأطفال والنساء بصمت
وكان المفوض العام لـ"أونروا" فيليب لازاريني، قد جدد يوم الجمعة الماضي، التحذير من الآثار الكارثية للحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، مؤكدًا أن "الحصار سيقتل بصمت مزيدًا من الأطفال والنساء كل يوم"، إلى جانب من يُقتلون جراء الغارات الإسرائيلية المكثفة التي لا تتوقف.
وأشار لازاريني إلى أن استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية من قبل السلطات الإسرائيلية، يعني موتًا بطيئًا لآلاف المدنيين المحاصرين، وسط عجز المنظمات الدولية عن الوصول إليهم أو تقديم الحد الأدنى من الإغاثة.
منع دخول المساعدات منذ مارس
كانت السلطات الإسرائيلية قد أغلقت جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة منذ الثاني من مارس الماضي، مانعةً بذلك دخول أي مساعدات غذائية أو طبية أو إغاثية، ما تسبب بانهيار شبه كامل للبنية الصحية والإنسانية في القطاع المحاصر.
وتزامن ذلك مع تصعيد عسكري إسرائيلي جديد بدأ في 18 مارس، بعد إنهاء هدنة هشة استمرت نحو شهرين بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، حيث شنت القوات الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية والأحزمة النارية الكثيفة على مناطق عدة في القطاع، وسط تشديد الحصار وإغلاق المعابر بشكل كامل.
حصيلة دامية للحرب
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، استُشهد أكثر من 52 ألف شخص، وأصيب أكثر من 118 ألفًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفقًا لإحصاءات وزارة الصحة في غزة التي تعتمدها الأمم المتحدة في تقاريرها الرسمية.
وتعيش غزة اليوم واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، حيث تواجه العائلات خطر الموت جوعًا أو تحت الأنقاض، فيما تتعرض المستشفيات للانهيار الكامل، وتغيب المياه والكهرباء والدواء عن مئات الآلاف من المحاصَرين، في ظل غياب أي أفق سياسي أو تحرك دولي فاعل.
وتُعد وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الجهة الأممية الرئيسية المسؤولة عن تقديم الخدمات الأساسية لأكثر من 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة، معظمهم من اللاجئين المسجلين، وتدير الوكالة شبكة واسعة من المدارس والمراكز الصحية ومراكز التوزيع الغذائي، وتوفر برامج دعم نفسي واجتماعي، إلى جانب المساعدات الطارئة في أوقات النزاعات.
وتؤدي "أونروا" دورًا محوريًا في الاستجابة الإنسانية خلال الأزمات، كما حدث في الحروب السابقة، حيث تحولت مدارسها إلى مراكز إيواء لعشرات الآلاف من النازحين. ورغم تعرض منشآتها للقصف في أكثر من مناسبة، فإن الوكالة تواصل عملها في ظل تحديات تمويلية وسياسية متزايدة تهدد استمراريتها.