ماكرون وفون دير لايين يقودان حملة لاستقطاب الباحثين المتضررين من ترامب
ماكرون وفون دير لايين يقودان حملة لاستقطاب الباحثين المتضررين من ترامب
تستضيف العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الاثنين، مؤتمرًا علميًا رفيع المستوى يحمل عنوان "اختر أوروبا من أجل العلم"، ينظمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، بهدف جذب العلماء والباحثين الأمريكيين الذين يشعرون بالإحباط جراء سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولا سيما ما يتعلق منها بالتضييق على البحث العلمي.
يُعقد المؤتمر في جامعة السوربون التاريخية، بحضور مفوضين أوروبيين وعلماء ووزراء يمثلون دول الاتحاد الأوروبي، ومن المقرر أن تركز المناقشات على تقديم حوافز مالية وتشجيعات مؤسسية للعلماء الأمريكيين الراغبين بالانتقال إلى أوروبا، في وقت تتعرض فيه الأوساط العلمية والأكاديمية في الولايات المتحدة لضغوط سياسية ومالية متزايدة، وفق وكالة "فرانس برس".
وأوضح مسؤول في قصر الإليزيه أن المؤتمر يندرج ضمن إطار "الدفاع عن المصالح الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي وتعزيز رؤيته العالمية للعلم"، مؤكدًا أن أوروبا تسعى إلى أن تكون "ملاذًا آمنًا للعلماء" في ظل ما وصفه بتراجع الحريات الأكاديمية في عدة دول.
استجابة واسعة من الباحثين
يتزامن المؤتمر مع مبادرات متنامية في فرنسا تهدف إلى احتضان الباحثين الأجانب المتضررين من الظروف السياسية في بلدانهم، ففي جنوب البلاد، أعلنت جامعة "إي مارسييه" أنها تلقت عددًا هائلًا من الطلبات ضمن برنامجها "مكان آمن للعلوم"، بعدما أعلنت في مارس الماضي استعدادها لاستقبال العلماء الأمريكيين الذين يواجهون خطر فقدان التمويل أو الطرد بسبب آرائهم السياسية.
وفي السياق، أطلق المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي مبادرة لاستقطاب الباحثين الأجانب المهددين، وأيضًا الباحثين الفرنسيين المقيمين في الخارج الذين لا يرغب بعضهم في تربية أطفالهم أو العيش في الولايات المتحدة خلال عهد ترامب، بحسب ما أعلنه رئيس المركز أنطوان بتي.
ورغم الحماسة الأوروبية، أقر خبراء بأن أوروبا لا تزال متأخرة عن الولايات المتحدة من حيث مستوى تمويل الأبحاث ورواتب العلماء، غير أن أنطوان بتي شدد في تصريح له الأسبوع الماضي على أن الفجوة قد تتضاءل عند الأخذ في الاعتبار الكلفة المنخفضة للتعليم والرعاية الصحية، إلى جانب نظام الحماية الاجتماعية الأكثر سخاء في أوروبا.
أولويات علمية استراتيجية
أكدت مصادر من مكتب الرئيس الفرنسي أن فرنسا والاتحاد الأوروبي يستهدفان باحثين في مجالات حيوية تشمل الصحة والمناخ والتنوع البيولوجي والذكاء الاصطناعي والفضاء.
وعدوا تعزيز البنية التحتية العلمية الأوروبية يمر عبر جذب الكفاءات الدولية التي تبحث عن بيئة آمنة وداعمة للإبداع العلمي.