المستشار الألماني الجديد: لا يمكن حظر 10 ملايين ناخب

المستشار الألماني الجديد: لا يمكن حظر 10 ملايين ناخب
المستشار الألماني فريدريش ميرتس

أكد المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس أن حكومته ستتعامل بجدية مع التقرير الصادر عن الاستخبارات الداخلية الألمانية، والذي صنّف حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف كـ"كيان متطرف"، مشيرًا إلى أن القرار بشأن حظره سيتخذ بعد دراسة متأنية.

وقال ميرتس، في تصريح لقناة “ARD” الألمانية، الثلاثاء: "أود أن تجري دراسة تقرير الهيئة الاتحادية لحماية الدستور بدقة، وبعد ذلك ستخرج الحكومة الاتحادية باستنتاجاتها على أساسه"، وأشار إلى ضرورة التحلي بالمسؤولية في التعامل مع هذا الملف الحساس سياسيًا.

وأضاف ميرتس: "وفي الوقت ذاته أود أن أضيف أنه لا يمكن حظر 10 ملايين ناخب لحزب البديل من أجل ألمانيا"، في إشارة إلى حجم التأييد الشعبي الواسع الذي يحظى به الحزب داخل المجتمع الألماني، ما يطرح تحديًا قانونيًا وسياسيًا أمام خيار الحظر.

تنظيم يميني متطرف

وكانت الهيئة الاتحادية لحماية الدستور قد صنّفت حزب "البديل من أجل ألمانيا" مؤخرًا على أنه "تنظيم يميني متطرف"، ما يمنح السلطات صلاحيات أوسع في مراقبة أنشطته، ويفتح الباب أمام إمكانية حظره مستقبلاً بموجب القانون الألماني الخاص بحماية الديمقراطية.

يأتي هذا التطور في وقت حقق فيه الحزب صعودًا لافتًا في الانتخابات التشريعية الأخيرة، حيث حل في المرتبة الثانية على مستوى البلاد بحصوله على أكثر من 20% من أصوات الناخبين، وحصد 152 مقعدًا من أصل 630 في البرلمان الألماني (البوندستاغ)، ما يجعله قوة سياسية فاعلة لا يمكن تجاهلها في المشهد السياسي الألماني.

صعود متسارع

تأسس حزب "البديل من أجل ألمانيا" عام 2013 كحزب يميني معارض للسياسات الأوروبية، خصوصًا سياسة إنقاذ اليورو، لكن سرعان ما تحوّل الحزب إلى تبنّي خطاب مناهض للهجرة والإسلام، لا سيما بعد أزمة اللاجئين في عام 2015، التي شكّلت نقطة تحوّل في شعبيته.

واستفاد الحزب من تصاعد المخاوف الأمنية والاقتصادية، ووسّع قاعدته الشعبية في شرق البلاد، حيث يشعر كثير من المواطنين بالتهميش، في انتخابات 2017، دخل "البديل" البرلمان الاتحادي لأول مرة، وواصل تعزيز مواقعه في الانتخابات المحلية.

وخلال السنوات الأخيرة، برز الحزب كقوة معارضة قوية تستقطب الناخبين الساخطين على السياسات التقليدية، وتجاوزت شعبيته في بعض الولايات الشرقية 30%، ويثير صعوده قلقًا متزايدًا لدى الأحزاب التقليدية وأجهزة الدولة، خصوصًا بعد تصنيفه رسميًا كحزب يميني متطرف.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية