قلق أممي من تصاعد الهجمات على البنية التحتية في بورتسودان

قلق أممي من تصاعد الهجمات على البنية التحتية في بورتسودان
المسؤولة الأممية، كليمنتاين نكويتا سلامي

أعربت منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي، عن صدمتها وقلقها البالغ إزاء تصاعد الهجمات بالطائرات المسيّرة على البنية التحتية المدنية في مدينة بورتسودان، ووصفت ما يحدث بأنه "انتهاك خطِر يهدد الجهود الإنسانية بأسرها في البلاد". 

وأكدت سلامي، بحسب بيان رسمي صادر عن الأمم المتحدة، أن الاستهداف المتكرر لبورتسودان، التي تُعد حالياً المركز الإنساني الرئيسي للسودان، يفاقم المعاناة ويضاعف التحديات التي تواجه عمليات إيصال المساعدات.

وأوضحت سلامي، أن الهجمات الأخيرة طالت مطار بورتسودان الدولي، إلى جانب منشأة لتخزين الوقود ومحول كهربائي حيوي، ما يهدد بتقويض شبكة الإمداد الإنساني في السودان. 

وعدت "الهجوم على هذا النوع من البنية الحيوية لا يُسهم سوى في زيادة الصعوبات اللوجستية، ويعوق توصيل المساعدات المنقذة للحياة إلى ملايين السودانيين المتأثرين بالصراع".

تأكيد على أهمية المطار

وصفت المسؤولة الأممية مطار بورتسودان بأنه "شريان حياة" حاسم للعمل الإنساني، يُستخدم نقطةَ دخولٍ أساسية للمساعدات والإمدادات الطبية والطواقم الدولية، وهو ما يجعل استهدافه تهديداً مباشراً للعمليات الإغاثية. 

وأضافت أن النقص المتوقع في الوقود نتيجة تضرر المنشآت قد يؤدي إلى توقف قوافل الإغاثة عن الوصول إلى مناطق منكوبة في أنحاء البلاد.

وحذّرت سلامي من أن أي تعطيل في سلسلة التوريد الإنسانية سيؤدي حتماً إلى ارتفاع في أسعار السلع الأساسية، ما يزيد من الضغط على ملايين الأشخاص الذين يعانون بالفعل من الجوع وسوء التغذية. 

وقالت: "إذا استمرت الهجمات، فستتفاقم الأزمة إلى مستويات غير مسبوقة، ما يشكل خطراً على ملايين الأرواح".

وضع الأزمة في سياقها

تشهد السودان منذ أبريل 2023 حرباً أهلية طاحنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تسببت في مقتل الآلاف، وتشريد 13.6 مليون داخل البلاد وخارجها، وفق إحصاءات حديثة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA). 

وتمر البلاد حالياً بأسوأ أزمة نزوح على مستوى العالم، في حين يعيش نحو 18 مليون سوداني في حالة انعدام أمن غذائي حاد، منهم 5 ملايين على حافة المجاعة، بحسب تقرير صادر عن برنامج الغذاء العالمي في أبريل 2024.

دعوة لاحترام القانون الدولي

ودعت المنسقة الأممية جميع الأطراف المتنازعة إلى احترام القانون الدولي الإنساني، وعدم استهداف البنى المدنية واللوجستية، مشددة على أن استمرار الهجمات سيؤدي إلى "انهيار شبه كامل لمنظومة الإغاثة"، مطالبة بضمان حماية العاملين في المجال الإنساني ومرافقهم.

أنهت سلامي رسالتها بتحذير من عواقب كارثية على السكان المدنيين إذا استمرت الهجمات على بورتسودان، قائلة: "إننا أمام مفترق طرق إنساني حرج، يتطلب من الجميع تحمّل مسؤولياتهم قبل أن يفوت الأوان".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية