صور الأقمار الصناعية تكشف: 80% من مباني رفح سُويت بالأرض

صور الأقمار الصناعية تكشف: 80% من مباني رفح سُويت بالأرض
الدمار في غزة جراء الحرب

كشفت صور حديثة التُقطت بالأقمار الصناعية حجم الدمار الكارثي الذي لحق بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث أظهرت الصور أن أكثر من 80% من مباني المدينة قد دُمّرت بفعل العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة.

وبحسب تقرير نشرته وكالة «معا» الخميس استنادًا إلى تحليل مركز نظم المعلومات الجغرافية التابع للقناة 12 العبرية، فقد تم تدمير ما يزيد على ألف مبنى في رفح خلال شهر مارس وحده، في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة التوغل الإسرائيلي في المدينة.

تسوية أحياء بالأرض

وتُظهر صور الأقمار الصناعية التي قورنت بين أبريل 2024 وأواخر أبريل 2025، تحولاً جذرياً في ملامح المدينة، فبينما بدت الغالبية العظمى من المباني في رفح سليمة قبل عام، لم يتبقَ اليوم سوى نحو 20% منها في الجزء الشمالي، في حين سُوِّيَ معظم الأحياء الجنوبية بالأرض.

في السياق ذاته، وثّقت الصور إنشاء ما يُعرف بـ"طريق موراج"، وهو ممر شُقّ حديثاً بطول 8 كيلومترات يمتد من الجدار الفاصل إلى داخل رفح، بهدف عزل المدينة عن بقية مناطق قطاع غزة.

ويُظهر التحليل أن الطريق قد اكتمل نصفه بحلول 4 أبريل، في حين امتد بشكل شبه كامل بحلول 29 أبريل، مقترباً من شاطئ البحر.

مؤشرات التغيير الميداني

ويُعد هذا الطريق أحد مؤشرات التغيير الميداني الكبير في خارطة المدينة، إذ تزامن بناؤه مع تكثيف القصف وتوسيع العمليات البرية التي خلفت دماراً واسع النطاق.

وتُعد رفح، إلى جانب جباليا وخان يونس، من أكثر المناطق تضرراً في القطاع، وفقاً للبيانات، حيث تجاوزت نسب الدمار فيها حاجز الـ80%، في حين كانت الأضرار أقل نسبياً في "المعسكرات المركزية"، حيث تراوحت بين 5% و40% حسب كل منطقة.

يُشار إلى أن محور فيلادلفيا -وهو الشريط الحدودي بين رفح ومصر- كان من أبرز المناطق التي شهدت عمليات عسكرية مكثفة، ما أدى إلى إزالة آلاف المباني في محيطه خلال العام الماضي.

وفي حين تتصاعد العمليات، تزداد المخاوف من موجة تهجير جديدة لما تبقى من سكان المدينة، في ظل عجز المنظمات الدولية عن الوصول الآمن وتوفير المساعدات الإنسانية.

يذكر أن إسرائيل استأنفت في 18 مارس الماضي عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة، منهيةً بذلك هدنة هشة استمرت لنحو شهرين كانت قد بدأت في يناير الماضي بوساطة مصرية قطرية أمريكية، ونفذت سلسلة غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية على عدة مناطق في القطاع مع إحكام الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.

وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر لعام 2023 عن استشهاد أكثر من 52 ألف شخص، وإصابة أكثر من 118 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعدها الأمم المتحدة موثوقة وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية