"الصحة العالمية": آلاف الأطفال في غزة يعانون من سوء التغذية

"الصحة العالمية": آلاف الأطفال في غزة يعانون من سوء التغذية
أطفال غزة يتزاحمون على موائد التكية - أرشيف

كشفت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، عن أرقام صادمة بشأن تفشي سوء التغذية بين الأطفال في قطاع غزة، مؤكدة أن نحو 10 آلاف طفل أصيبوا بسوء التغذية منذ مطلع العام الجاري، من بينهم 1400 طفل يعانون من سوء تغذية حاد يستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً، في ظل تدهور خطر في الأوضاع الصحية والمعيشية نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل.

وأوضحت المنظمة، عبر بيان نشرته على موقعها الرسمي، أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد دون تلقي العلاج اللازم معرضون للموت، رغم وجود ثلاثة مراكز مخصصة للعلاج في القطاع. 

وأشارت إلى أن عدد الأطفال الذين يتلقون الرعاية يقل عن التقديرات المفترضة، وهو ما يعزوه خبراء الصحة إلى صعوبة الوصول إلى المراكز نتيجة النزوح المتكرر وتدمير البنية التحتية، إضافة إلى تعذر استكمال العلاج لنحو واحد من كل خمسة أطفال.

تدهور بيئي وصحي

سلطت المنظمة الضوء على تزايد خطر الإسهال المائي الحاد، معتبرة إياه تهديداً مميتاً للأطفال المصابين بسوء التغذية. 

وأرجعت ذلك إلى تدهور شبكة المياه والصرف الصحي في غزة، التي تعاني منذ شهور من أزمة بيئية وصحية غير مسبوقة، نتيجة انقطاع الخدمات الأساسية، وتدمير واسع للبنية التحتية، وغياب المياه النظيفة، الأمر الذي يضاعف من معاناة الأطفال والمرضى في القطاع.

يتزامن هذا التحذير مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر حتى الآن، بحسب وزارة الصحة في غزة، عن استشهاد أكثر من 52,615 مواطناً، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة نحو 118,752 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا تزال آلاف الجثث تحت الأنقاض وفي الطرقات، في ظل عجز فرق الإسعاف عن الوصول إلى الضحايا.

عجز في الاستجابة الدولية

تعاني المنظومة الصحية في غزة من انهيار شبه كامل نتيجة الحصار، ونقص الوقود والمستلزمات الطبية، وعدم السماح بدخول المساعدات الإنسانية الكافية. 

ورغم نداءات منظمة الصحة العالمية المتكررة للمجتمع الدولي بالتدخل السريع، لا تزال الجهود المبذولة دون مستوى الكارثة، ما يُنذر بوقوع مجاعة وشيكة في المناطق الشمالية من القطاع، خصوصاً بين الأطفال والرضع.

طالبت منظمة الصحة العالمية، إلى جانب مؤسسات أممية أخرى، بضرورة تأمين وصول المساعدات الغذائية والطبية دون عوائق، وفتح ممرات آمنة لإخلاء الحالات الحرجة، وإنهاء الحصار الذي طال أمده. 

وشددت على أن كل ساعة تأخير تعني فقدان المزيد من الأرواح، ولا سيما بين الأطفال، الذين يُحرمون من أبسط حقوقهم في الغذاء والعلاج والحماية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية