مؤسسة جديدة تتولى قريباً توزيع المساعدات في غزة وسط تحذيرات حقوقية
مؤسسة جديدة تتولى قريباً توزيع المساعدات في غزة وسط تحذيرات حقوقية
أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، أن "مؤسسة" جديدة ستتولى قريبًا مهمة إدارة وتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، من دون الكشف عن اسمها أو تفاصيل إضافية بشأن طبيعتها أو الجهات الراعية لها، في خطوة تثير تساؤلات قانونية وإنسانية متزايدة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، للصحفيين: “نحن على بُعد خطوات قليلة من هذا الحل، ومن إمكانية تقديم الغذاء والمساعدات لمحتاجيها في القطاع الفلسطيني”، وفق فرانس برس
وأكدت أن المؤسسة المرتقبة ستُصدر إعلانًا رسميًا بهذا الخصوص "قريبًا".
استبعاد أممي وانتقادات لآليات التوزيع الحالية
ردًا على سؤال بشأن تغييب دور الأمم المتحدة في عمليات الإغاثة، قالت بروس: “البيانات الصحفية اللامتناهية واسترضاء حماس لم يوفّرا الغذاء أو الدواء أو المأوى لمحتاجيها”.
وأضافت: "لا يمكننا أن نسمح بوقوع المساعدات في أيدي إرهابيين مثل حماس"، متهمة الحركة بالمسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية في القطاع.
في المقابل، كانت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية قد انتقدت بشدة اقتراح إسرائيل توزيع المساعدات من خلال مراكز يسيطر عليها جيشها، معتبرة ذلك تسييسًا للمساعدات ومساسًا بمبادئ الحياد الإنساني.
ترامب يعد بـ"إعلان مهم جدًا"
وفي سياق متصل، وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هذا الأسبوع، بـ"إعلان مهم جدًا" خلال جولته المقبلة إلى الشرق الأوسط، والتي تشمل السعودية وقطر والإمارات بين 13 و16 مايو، لكنه رفض الكشف عن فحوى الإعلان، ما عزز التكهنات بشأن ارتباطه بمبادرة توزيع المساعدات الجديدة.
قلق من توظيف مرتزقة
أفادت صحيفة "لو تان" السويسرية بأنه تم تسجيل مؤسسة غير ربحية باسم "المؤسسة الإنسانية لغزة" في جنيف منذ فبراير الماضي، ويُعتقد أنها الجهة التي ستتولى المهمة الجديدة، وذكرت الصحيفة أن المؤسسة تسعى إلى توظيف "مرتزقة" لتأمين توزيع المساعدات، وهو ما أثار انتقادات واسعة.
وأعربت منظمة العفو الدولية في سويسرا عن قلق بالغ من احتمال مخالفة هذه الخطوة للقانون الدولي، محذّرة من أن خصخصة العمل الإنساني وتحويله إلى عمليات أمنية قد يُقوض مبادئ النزاهة والاستقلالية التي تحكم الإغاثة الدولية.
غزة تحت الحصار
منذ استئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة في 2 مارس، لم يُسمح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر، حيث يعيش أكثر من 2.4 مليون شخص وسط أوضاع كارثية.
وتبرّر إسرائيل حصارها بمحاولة الضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لديها منذ هجوم 7 أكتوبر 2023. كما تتهم حماس بـ"نهب المساعدات"، وهو ما تنفيه الحركة بشدة.
وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر لعام 2023 عن استشهاد أكثر من 52 ألف شخص وإصابة أكثر من 118 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعدها الأمم المتحدة موثوقة وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة.