مسؤولة أممية: المجاعة تتفاقم في غزة وإغلاق المطابخ يهدد المدنيين
مسؤولة أممية: المجاعة تتفاقم في غزة وإغلاق المطابخ يهدد المدنيين
حذّرت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في غزة، المسؤولة الأممية أولغا تشريفكو، من تدهور كارثي في الوضع الغذائي داخل قطاع غزة، مؤكدة أن شبح المجاعة بات يقترب بشكل متسارع، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق وإغلاق المعابر.
أوضحت تشريفكو، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن الأمم المتحدة وزعت آخر ما تبقى لديها من مواد غذائية على المطابخ المجتمعية، مشيرة إلى أن نصف هذه المطابخ قد أُجبر على التوقف عن العمل بالكامل، فيما اضطرت النصف الآخر إلى تقليص كميات الطعام التي تقدّمها إلى الحد الأدنى.
وقالت: "المطابخ المتبقية بالكاد تقدّم الوجبات، لقد بلغنا مستويات حرجة، والأرقام تتدهور يومًا بعد يوم"، مضيفة أن عدد الوجبات التي كانت تصل إلى نحو مليون يوميًا -وهو عدد لم يكن كافيًا أصلًا لتغطية احتياجات سكان غزة- قد انخفض في أقل من أسبوعين إلى ما دون 400 ألف وجبة، مع استمرار الانخفاض بشكل مقلق.
أطول فترة إغلاق
أشارت المتحدثة الأممية إلى أن السبب الرئيسي في تفاقم الأزمة الغذائية يعود إلى استمرار السلطات الإسرائيلية في منع دخول الإمدادات، مؤكدة أن قطاع غزة يمر حاليًا بـ"أطول فترة إغلاق للمعابر منذ بداية الحرب"، ما يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين الذين لا يجدون ما يسدّ رمقهم.
وطالبت تشريفكو بضرورة إنهاء الحصار المفروض على القطاع، محذّرة من أن الأوضاع لم تعد تحتمل المزيد من التأخير، في ظل الدمار واسع النطاق، وارتفاع أعداد القتلى، وتدهور القطاعات الصحية والخدمية إلى مستويات غير مسبوقة.
غموض بشأن الخطة الأمريكية
وفيما يخص المقترح الأمريكي الإسرائيلي بالسماح بإدخال المساعدات إلى القطاع، أكدت تشريفكو أنه "لا توجد معلومات دقيقة بشأن تلك الخطة"، لافتة إلى أن ما وصل للأمم المتحدة مجرد تفاصيل عامة دون أي آليات تنفيذية محددة.
وشددت على أن المساعدات الإنسانية يجب أن تخضع لمبادئ واضحة تقوم على الإنسانية والحياد والاستقلالية، مشيرة إلى أن مكتب "أوتشا" لا يزال ملتزماً بموقفه الثابت بشأن ضرورة ضمان حرية وصول المساعدات للمدنيين بشكل آمن ودون قيود سياسية.
واختتمت المسؤولة الأممية تحذيرها بدعوة المجتمع الدولي إلى الضغط العاجل لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية دون عراقيل، مؤكدة أن القطاع يعيش حالة "كارثة إنسانية حقيقية" تهدد حياة أكثر من مليوني إنسان، في ظل غياب الغذاء والمياه والدواء، وانهيار شامل للبنية التحتية.