"أطباء بلا حدود" تواجه الكوليرا وسط انهيار صحي في الخرطوم
"أطباء بلا حدود" تواجه الكوليرا وسط انهيار صحي في الخرطوم
استأنفت منظمة "أطباء بلا حدود" عملها في مستشفى بشائر التعليمي بجنوب الخرطوم بعد توقف دام شهرين، نتيجة لتكرار حوادث العنف ضد الطواقم الطبية والمنشآت الصحية في المنطقة، وذلك حسب ما أفاد به موقع الأمم المتحدة الإنساني، اليوم الإثنين.
وجاءت عودة المنظمة الإنسانية لتقديم خدماتها الصحية الطارئة وسط تحذيرات من تفشي وباء الكوليرا الذي يهدد حياة الآلاف في العاصمة السودانية، في ظل انهيار شبه تام للقطاع الصحي منذ اندلاع الحرب.
وأكدت المنظمة الدولية أن جهودها في هذه المرحلة ستتركز بشكل أساسي على احتواء انتشار الكوليرا، خاصة بعد تسجيل ارتفاع مقلق في الإصابات.
وستعمل الفرق الطبية على تقديم الرعاية الصحية الأولية المنقذة للحياة، التي أصبحت نادرة في جنوب الخرطوم نتيجة تعطل المستشفيات وغياب الكوادر الطبية بسبب النزاع المستمر.
أزمة إنسانية مستمرة
وشدد المنسق الطبي في السودان، الطبيب سليمان عمار، على أن الحرب كان لها "أثر مدمر على حصول الناس على الرعاية الصحية"، موضحاً أن "كثيراً من سكان العاصمة، خصوصاً في جنوب الخرطوم، ما زالوا محرومين من أبسط أشكال العلاج الضروري".
وأضاف أن "إعادة تشغيل وتوسيع نطاق الخدمات الصحية في مستشفى بشائر وخارجه لم يعد خياراً، بل ضرورة حتمية"، مشيراً إلى أن هذا المستشفى، كغيره من المرافق الصحية في السودان، توقف عن العمل بعد اندلاع النزاع في أبريل 2023، ولم يعد إلى الخدمة إلا بعد عدة أشهر، قبل أن يتوقف مجدداً بسبب العنف المستهدف ضد الطواقم.
ويأتي استئناف العمل وسط انهيار واسع للبنية التحتية الصحية في الخرطوم ومعظم أنحاء السودان، حيث أدى النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى تدمير أو إغلاق مئات المستشفيات، وتسبب في نزوح الملايين، ما زاد من مخاطر تفشي الأمراض.
نقص حاد في الأدوية
وتعاني البلاد كذلك من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، فيما تقف المنظمات الإنسانية في مواجهة معقدة لتلبية الاحتياجات المتزايدة في بيئة أمنية محفوفة بالمخاطر.
تعد منظمة "أطباء بلا حدود" من أبرز الجهات الإنسانية التي تواصل العمل في ظروف قاسية لتقديم الرعاية للسكان المدنيين.
وأكدت أنها ستواصل التنسيق مع الشركاء المحليين والدوليين لتوسيع نطاق تدخلاتها الطبية والوقائية، خاصة في المناطق الأكثر تضرراً من النزاع والتهميش.