"الغارديان": شقيق البابا يثير الجدل بتصريحات يمينية حادة.. والفاتيكان يلوّح بالحياد
"الغارديان": شقيق البابا يثير الجدل بتصريحات يمينية حادة.. والفاتيكان يلوّح بالحياد
في خضم الترقب الدولي لملامح البابوية الجديدة بقيادة البابا ليون الرابع عشر –أول بابا من مواليد الولايات المتحدة– أثارت منشورات على "فيسبوك" لشقيقه الأكبر لويس "لو" بريفوست موجة من الجدل، لما تتضمنه من خطاب يميني متطرف، وهجوم على الديمقراطيين الأمريكيين، ومجتمع الميم، بل ومزاعم بتأييد نظريات مؤامرة، وفق صحيفة "الغارديان".
وذكرت "الغارديان" أنه يُنظر إلى لو، المقيم في ولاية فلوريدا الجمهورية، على أنه مؤيد صريح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ تضم صفحته على فيسبوك محتوى مسيئًا لشخصيات ديمقراطية مثل نانسي بيلوسي وباراك أوباما، بالإضافة إلى تعليقات معادية للمتحولين جنسيًا.
لكن هذه المواقف الحادة من الأخ الأكبر لا تبدو متطابقة مع توجهات البابا المنتخب حديثًا، الذي يُعرف بين معارفه بميوله المعتدلة ودعواته لـ"بناء الجسور" بدلًا من الجدران، في إشارة ضمنية إلى خطاب ترامب حول الهجرة.
الفاتيكان والسياسة
يرى مراقبون أن الفاتيكان تحت قيادة ليون الرابع عشر لن يسلك درب التسييس الحاد، رغم ما قد يوحي به الرابط العائلي مع شخصية سياسية كالتي يمثلها لو.
وقال الأخير في مقابلة تلفزيونية محلية: "أعتقد أن البابا الجديد لن ينخرط كثيرًا في السياسة، هو شخص يؤمن بالقواعد ويشجع على الالتزام بها".
وفي تصريحات سابقة، عبّر ليون عن دعمه لبيانات صدرت ضد سياسات ترامب، لا سيما في ملف الهجرة وفصل العائلات، كما استشهد في خطاباته الأولى بتوجيه البابا الراحل فرنسيس إلى أن تكون الكنيسة "جسرًا بين الشعوب".
ورغم تهنئة ترامب الرسمية للبابا الجديد، فإن التقارب السياسي غير مضمون، خصوصًا في ظل اختلاف الرؤية حول قضايا كبرى مثل الهجرة، والعدالة الاجتماعية، والموقف من الأقليات.
ردود فعل متباينة
ولاقت منشورات لو انتقادات لاذعة من جمهور واسع، إذ وصفها البعض بأنها "مخجلة" و"لا تليق بعائلة بابوية"، في المقابل، نال دعمًا من تيارات يمينية وصفته بأنه "وطني شجاع".
صحيفة "الغارديان" البريطانية، التي سلطت الضوء على المنشورات، أشارت إلى أن الجدل يعكس الانقسام العميق في المجتمع الأمريكي، حتى داخل عائلات تحتل مناصب دينية عليا.
رؤية ليو.. "التقاليد والاعتدال"
ليون الرابع عشر، واسمه المدني روبرت بريفوست، يبلغ من العمر 69 عامًا، وسبق أن خدم كاهنًا وأسقفًا في بيرو، ثم تولى منصبًا رفيعًا في الفاتيكان يتعلق بتعيين الأساقفة، قبل أن يُعين كاردينالاً عام 2023.
ويُعرف بأنه رجل تقليدي المعتقد لكن منفتح على الحوار والرحمة، متأثرًا بخط البابا الراحل فرنسيس، خصوصًا في مسألة التفاعل مع مجتمع الميم وقضايا اللاجئين.
من جهة أخرى، فإن خلفيته الأمريكية –وكونه أول بابا من العالم الجديد يتحدث الإنجليزية كلغته الأم– قد تفتح المجال لفصل جديد في علاقة الفاتيكان بالولايات المتحدة، أكثر توازنًا بين الانخراط الأخلاقي والتجرد من الاستقطاب السياسي.
ورغم محاولة شقيقه تصوير الأمر كخلاف عائلي بسيط، فإن تعليقات لو بريفوست تكشف مأزقًا متكررًا تواجهه الكنيسة الكاثوليكية في عصر الإعلام الرقمي يتمثل في كيفية الفصل بين قدسية المنصب وصخب السياسة، حين يتداخل العام بالخاص.
ويبدو أن البابا الجديد عازم على إبعاد كرسي القديس بطرس عن أي استغلال سياسي، مهما كانت علاقاته الشخصية، في خطوة تُعيد التأكيد على أن الفاتيكان فوق الانقسامات الحزبية.