تصاعد العنف في طرابلس والبعثة الأممية تحذر من فقدان السيطرة
تصاعد العنف في طرابلس والبعثة الأممية تحذر من فقدان السيطرة
اندلعت اليوم الأربعاء جولة جديدة من الاشتباكات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس، حيث أفادت مصادر محلية باندلاع مواجهات عنيفة في عدة مناطق متفرقة أبرزها جنزور، وقرية الريقاطة، وجسر المعاقين، وحي الغيران، ومحيط قرية النخيل.
وتسببت الاشتباكات المتصاعدة في إثارة حالة من الذعر بين السكان المدنيين، وسط مطالبات متكررة بإجلاء الأسر العالقة وتوفير ممرات إنسانية آمنة للخروج من مناطق الاشتباك التي تشهد تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار والأسلحة الثقيلة، وفق "روسيا اليوم".
وأكد مصدر عسكري في وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية لوسائل الإعلام المحلية، بدء تنفيذ هدنة تدريجية في بعض مواقع القتال، في محاولة للحد من التدهور الأمني.
من جهته، ناشد جهاز الإسعاف والطوارئ جميع الأطراف المتحاربة ضرورة إعلان هدنة فورية وشاملة، وفتح ممرات آمنة لإجلاء الجرحى والعائلات المحاصرة، محذراً من تفاقم الكارثة الإنسانية.
وأشار الجهاز إلى أن مستشفى الجلاء للأطفال يواجه صعوبات في العمل بسبب محاصرته ووجود حالات حرجة ترغب في الخروج، فضلاً عن ضرورة تبديل الطواقم الطبية التي تعمل دون انقطاع منذ بداية الاشتباكات.
اضطراب النقل الجوي
وتسببت التطورات الأمنية في طرابلس في اضطراب حركة الطيران، حيث أعلنت شركة مصر للطيران إلغاء رحلتها المجدولة اليوم الأربعاء من مطار القاهرة الدولي إلى مطار معيتيقة في طرابلس، لتكون بذلك أول شركة طيران تتخذ خطوة من هذا النوع منذ بداية جولة التوتر الأخيرة، ما يشير إلى اتساع نطاق القلق الإقليمي من تفاقم الوضع الليبي.
وأدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بشدة التصعيد السريع في أعمال العنف، مشيرة في بيان رسمي إلى خطورة الأوضاع الميدانية، ومؤكدة أن الوضع قد "يخرج عن السيطرة في أي لحظة".
وأعربت البعثة عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن وقوع ضحايا مدنيين في مناطق الاشتباك، وجددت دعوتها إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في كل أنحاء البلاد، مطالبة بإتاحة ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين العالقين.
دعوة للحوار واحترام القانون
وشددت البعثة، في بيانها، على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني من قبل جميع الأطراف المنخرطة في النزاع، مطالبة بضمان حماية المدنيين وتجنب استهداف المرافق الحيوية والطبية.
كما دعت البعثة إلى الدخول في حوار جاد ونزيه لحل الخلافات عبر الوسائل السلمية، وأكدت أنها تواصل اتصالاتها مع مختلف الأطراف الفاعلة على الأرض ومع الشركاء الإقليميين والدوليين في محاولة لوقف الانزلاق نحو فوضى أوسع.
مخاوف من انفجار شامل
وتأتي هذه الأحداث في ظل مشهد سياسي هش تشهده ليبيا منذ سنوات، حيث تتصارع قوى متعددة على السيطرة في ظل غياب سلطة مركزية موحدة.
ويخشى مراقبون من أن يؤدي تصاعد الاشتباكات في طرابلس إلى انفجار أمني أكبر يهدد فرص التوصل إلى تسوية سياسية، ويدفع البلاد مجددًا نحو الانقسام والفوضى المسلحة، ما يفاقم معاناة السكان ويعطل جهود المصالحة الوطنية.