فيليب لازاريني: غزة على حافة المجاعة والمساعدات تُستخدم كسلاح حرب

فيليب لازاريني: غزة على حافة المجاعة والمساعدات تُستخدم كسلاح حرب
فيليب لازاريني

حذر المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، من تفشي الجوع في قطاع غزة، مؤكدًا أن المدنيين مهددون بالموت ليس فقط بسبب القصف، بل أيضًا بسبب نقص الغذاء إذا لم تدخل المساعدات خلال الأسابيع المقبلة.

قال لازاريني، في مقابلة مع قناة "BBC" الأربعاء، إنه عاجز عن إيجاد الكلمات لوصف حجم البؤس والمأساة في القطاع، مشددًا على أن "المساعدات الإنسانية تُستخدم كسلاح حرب"، وهو ما وصفه بأنه سابقة خطِرة في العمل الإنساني.

وأعرب المسؤول الأممي عن خشيته من أن التاريخ سيُدين الصمت الدولي، مضيفًا: "سنُدرك لاحقًا كم كنا مخطئين وكم كنا على الجانب الخاطئ من التاريخ"، وانتقد بشدة الرد الإسرائيلي على هجوم السابع من أكتوبر 2023، معتبرًا أنه "غير متناسب" ويكاد يؤدي إلى إبادة جماعية لشعب بأكمله في وطنه.

وصمة عار على الضمير الأخلاقي

اتهم لازاريني بعض الأطراف بممارسة ضغط متعمد لجعل غزة غير قابلة للعيش، مشيرًا إلى أن هناك "هدفًا سياسيًا يتمثل في دفع السكان إلى الاستسلام وطلب الخروج من القطاع".

أوضح أن ما يحدث في غزة لا يشبه حالات سوء التغذية الناتجة عن الجفاف أو النزاعات الطبيعية، بل هو "صنع إنساني بالكامل"، منذ بدايته وحتى اللحظة.

قال إن استمرار الحصار كل يوم إضافي يمثل معاناة إضافية، معتبرًا أن ما يجري "وصمة عار على ضميرنا الأخلاقي الجماعي"، خصوصًا في دول طالما ردّدت "لن يتكرر هذا مرة أخرى".

انهيار الخدمات الأساسية

أفادت الأونروا بأن أكثر من 75% من الأسر في غزة تواجه صعوبات في الحصول على مياه الشرب، في ظل تدهور مستمر للأوضاع البيئية والصحية.

قالت الوكالة إنها تشغّل خمس آبار مياه فقط في الوقت الراهن، وتعمل على إصلاح المزيد بدعم من السكان المحليين الذين يسهمون بإعادة تدوير قطع الغيار والأجزاء التالفة.

أشارت إلى أن هذه المبادرات تُنفذ في مناطق كجباليا، حيث تُبذل محاولات لتوفير مياه نظيفة وتحسين الظروف المعيشية في ظل الحصار القاسي.

استهداف المرافق الصحية

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن القوات الإسرائيلية شنت هجومًا على مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى، لافتاً أن فريقًا من منظمة الصحة العالمية كان داخل المستشفى خلال الهجوم، مشيرًا إلى أن القصف استُؤنف صباح اليوم التالي، ما أسفر عن مزيد من الإصابات.

وحذّر من أن هذه الهجمات تفاقم انهيار النظام الصحي في غزة، وتزيد من معاناة المرضى و"الصدمة النفسية" للأطقم الطبية.

ومنذ أكتوبر 2023، وثقت منظمة الصحة العالمية 686 هجومًا أثر في الرعاية الصحية في القطاع.

نزوح جماعي وارتفاع الأسعار

قال مكتب "أوتشا" إن أوامر نزوح جديدة صدرت في شمال غزة، طالت ثمانية أحياء خلال الليلة الماضية، مشيرًا إلى أن أكثر من 436 ألف شخص نزحوا منذ 18 مارس فقط.

وأوضح أن منع دخول البضائع أدى إلى انهيار السوق المحلية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، لافتًا إلى أن كيس دقيق القمح (25 كغ) تجاوز 415 دولارًا في غزة، بزيادة أكثر من 3,000% مقارنة بشهر فبراير.

أشار إلى تراجع حاد في تقديم الوجبات الساخنة، حيث انخفض عدد الوجبات اليومية من 1.1 مليون إلى 250 ألف فقط، مع تقلص عدد المطابخ المجتمعية من 180 إلى 65 فقط.

نداء لفتح المعابر

أكد "أوتشا" أن الشركاء الإنسانيين قاموا بتخزين أكثر من 171 ألف طن متري من المواد الغذائية في المناطق المحيطة بالقطاع، وهي تكفي لإطعام سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون لمدة تصل إلى أربعة أشهر.

دعا المكتب الأممي الدول ذات النفوذ إلى التحرك الفوري لتمكين دخول المساعدات واحترام القانون الدولي، مشددًا على أن فرق الإغاثة جاهزة للعمل بمجرد إعادة فتح المعابر.

منذ السابع من أكتوبر 2023، تعيش غزة في ظل تصعيد غير مسبوق، تسبب في دمار شامل، مئات الآلاف من النازحين، وتدهور كارثي في الخدمات الأساسية، وقد واجهت جهود الإغاثة الأممية تحديات هائلة، بفعل القيود المفروضة على دخول المساعدات واستهداف البنية التحتية، وتعد الأزمات الغذائية والصحية في القطاع من صنع الإنسان، بحسب الأمم المتحدة.

وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر لعام 2023 عن استشهاد أكثر من 52 ألف شخص، وإصابة أكثر من 118 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية