الأمم المتحدة: إسرائيل تفرض ظروفاً غير إنسانية في غزة تحت القصف
الأمم المتحدة: إسرائيل تفرض ظروفاً غير إنسانية في غزة تحت القصف
اتهم توم فليتشر، منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، خلال كلمته أمام مجلس الأمن الدولي الثلاثاء إسرائيل بفرض "ظروف غير إنسانية عمدًا وبدون خجل" على سكان غزة، مؤكدًا أن كل فرد من سكان القطاع البالغ عددهم2.1 مليون نسمة مهدد بالمجاعة.
وناشد المنسق الأممي ضمير العالم قائلاً: "أطلب منكم أن تفكروا للحظة في العمل الذي سنقول للأجيال المقبلة إننا قمنا به لوقف فظائع القرن الحادي والعشرين التي نشهدها يوميًا في غزة" وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
انتقد ما وصفه بالعرقلة المتعمدة لوصول المساعدات، وقال إن الأمم المتحدة تمتلك آليات صارمة لضمان عدم وصول المساعدات إلى حماس، لكن إسرائيل تمنعها من الوصول، معتبرًا أن "هدفها المعلن بإفراغ غزة يتقدم على حياة المدنيين".
هاجم فليتشر خطة التوزيع الإسرائيلية واصفًا إياها بأنها "تشتيت متعمد"، و"غطاء لمزيد من العنف والنزوح"، داعيًا إلى إيقاف التجويع كأداة تفاوضية.
مجاعة قريبة وأمل بعيد
وفي كلمتها، عرضت أنجليكا جاكوم من منظمة الفاو صورة قاتمة للوضع الغذائي في غزة، قائلة إن "خطر المجاعة وشيك"، محذرة من أن "الناس يموتون جوعًا بالفعل".
أوضحت أن 75% من الأراضي الزراعية دُمّرت، وأن 95% من الماشية نفق، وارتفعت أسعار دقيق القمح بنسبة 3000%.
وقالت بأسى: "نشهد انهيارًا منهجيًا لأسس البقاء في غزة... المجتمعات بأكملها تغرق في اليأس والدمار والموت".
ومن جانبها، طالبت السفيرة البريطانية باربرا وودورد إسرائيل برفع الإغلاق والسماح بدخول المساعدات، مؤكدة أن أي آلية تهدف لأهداف سياسية "غير مقبولة".
شددت على ضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني، منددة بعدم إصدار إسرائيل نتائج التحقيق في قصف مكتب الأمم المتحدة.
وفي كلمته، قال المندوب الجزائري توفيق قودري إن "الشيء الوحيد الذي يُسمح له بالدخول إلى غزة هو الموت"، مؤكدًا أن القطاع يشهد "جريمة تجويع ممنهجة".
وأعرب عن استغرابه من صمت العالم حيال ما وصفه بـ"إبادة صامتة"، ودعا إلى رفع الحصار ووقف التهجير القسري فورًا.
مساعدات عبر “مؤسسة غزة”
أعلنت السفيرة الأمريكية دوروثي شيا دعم واشنطن لآلية جديدة من خلال مؤسسة "غزة الإنسانية"، وقالت إن هذا الكيان يهدف لتوصيل المساعدات "دون تدخل من حماس".
اتهمت حماس باختراق منظمات إنسانية واستخدام المساعدات لأغراض عسكرية، مؤكدة أن الصراع سينتهي إذا "ألقت حماس سلاحها وغادرت غزة".
وقال رياض منصور، المراقب الدائم لفلسطين، إن "المجاعة المصنوعة هي الدليل القاطع على نية تدمير الشعب الفلسطيني".
رفض الخطة الإسرائيلية للمساعدات، وعدّها تسليحًا للمساعدات، داعيًا لاتخاذ خطوات عاجلة لرفع الحصار وإنقاذ المدنيين.
إسرائيل وسرقة المساعدات
دافع المندوب الإسرائيلي داني دانون عن الخطة المقترحة، قائلا إن "حماس تسرق المساعدات" وأن إسرائيل تسعى لآلية تضمن وصول المساعدات للمدنيين فقط.
واتهم منتقدي إسرائيل في الأمم المتحدة بتوجيه اتهامات "مشينة"، مؤكدًا أن بلاده منفتحة على الحوار البناء لإصلاح الآليات الحالية.
وتحدث المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة محمد أبو شهاب نيابة عن المجموعة العربية مؤكدًا رفضهم المطلق للخطة الإسرائيلية المتعلقة بالمساعدات.
وندد بالإجراءات التعسفية ضد "الأونروا"، ودعا لتعزيز دعمها المالي والسياسي، مشيرًا إلى مؤتمر مرتقب في يونيو لإحياء حل الدولتين.
منذ تصاعد الحرب في غزة في أكتوبر 2023، يعيش القطاع تحت حصار خانق وتدمير واسع للبنى التحتية، وقد دعت مؤسسات حقوقية وإنسانية دولية مرارًا إلى وقف إطلاق النار وفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات، ورغم المطالبات المتكررة، لا تزال القيود المفروضة تؤدي إلى تفاقم الكارثة، وسط تحذيرات من مجاعة جماعية وتدهور صحي ومعيشي غير مسبوق، في ظل عجز المجتمع الدولي عن فرض حلول فعالة.