صدامات في برلين واعتقال العشرات خلال تظاهرة مؤيدة لفلسطين

أُصيب شرطي ألماني بجروح، الخميس، إثر تعرضه لاعتداء خلال تظاهرة مؤيدة لفلسطين في العاصمة برلين، حيث قام عدد من المتظاهرين بجرّه إلى وسط الحشد والدوس عليه، ما استدعى تدخلاً طبياً طارئًا لإنقاذ حياته.

وأكدت تقارير الشرطة أن الشرطي، الذي كان في موقع الحدث لتأمين المظاهرة، نُقل إلى المستشفى بشكل عاجل، بعدما تلقى إسعافات أولية شملت إعطاء الأكسجين ومسكنات قوية للآلام، إلى جانب استخدام جهاز صدمات كهربائية لإنعاشه نتيجة اضطراب في دقات القلب، في مشهد وصفته السلطات بأنه "بالغ الخطورة"، بحسب ما ذكرت صحيفة "بيلد"، اليوم الجمعة.

واندلعت المواجهات خلال محاولة عدد من المتظاهرين اختراق الحواجز الأمنية المقامة عند تقاطع شارع بليشر وشارع فونتان بروميناد في حي كرويتسبيرغ، رغم قرار السلطات السماح بتجمع ثابت فقط ومنع أي مسيرة متحركة.

وبحسب الشرطة، رشق المتظاهرون رجال الأمن بالحجارة والزجاجات وعبوات المشروبات، كما قام بعضهم برش صبغة حمراء على الضباط. وأدت هذه المواجهات إلى إصابة تسعة عناصر أمن آخرين بجروح متفاوتة، بينها كسر في يد أحدهم.

استنفار أمني واعتقالات

ونشرت الشرطة أكثر من 600 ضابط لتأمين التجمع الذي نُظم تحت شعار "النكبة"، وشارك فيه نحو 1100 شخص، وسط أجواء من التوتر نتيجة منع السلطات تنظيم مسيرة متحركة في شوارع برلين، خشية التصعيد.

ورغم القيود، حاول بعض المشاركين تحريك التظاهرة بالقوة، ما أدى إلى صدامات مع قوات الأمن، وانتهت باعتقال أكثر من 50 متظاهراً حتى مساء الخميس.

توتر في العاصمة

وتأتي هذه الأحداث في سياق توترات متكررة تشهدها برلين منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر الماضي، حيث تشهد المظاهرات المؤيدة لفلسطين مواجهات عنيفة مع قوات الشرطة، التي تتعامل بحساسية شديدة مع أي تحرك قد يتسبب في فوضى أو يُفسر على أنه يحمل شعارات تحريضية.

ويخضع المتورطون في أعمال العنف للتحقيق، فيما أكدت وزارة الداخلية الألمانية أنها تتابع الوضع عن كثب وتُجري تقييمًا لمدى تصاعد التوتر السياسي في الشارع الألماني على خلفية التطورات في الشرق الأوسط.

وتُعد برلين من أكثر المدن الأوروبية التي تشهد نشاطًا واسعًا للجاليات العربية والمسلمة، ما يجعلها ساحة متكررة للتظاهرات ذات الطابع السياسي، خاصة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.