"اليونيفيل" تندد بالاعتداء على دورية من قواتها في جنوب لبنان

"اليونيفيل" تندد بالاعتداء على دورية من قواتها في جنوب لبنان
قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"

نددت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، اليوم الجمعة، باعتراض أفراد مدنيين إحدى دورياتها الروتينية جنوب نهر الليطاني، ووصفت الحادث بأنه "غير مقبول"، مطالبة السلطات اللبنانية بـ"ضمان قدرة قواتها على تنفيذ مهامها دون تهديد أو عرقلة".

أكد المتحدث باسم اليونيفيل، أندريا تننتي، في بيان رسمي، أن الحادثة وقعت أثناء قيام دورية تابعة للقوة الدولية "بنشاط عملياتي روتيني بين قريتي الجميجمة وخربة سلم"، حين "واجهتها مجموعة كبيرة من الأفراد بلباس مدني، وحاولوا إيقافها باستخدام وسائل عنيفة، شملت العصي المعدنية والفؤوس، ما ألحق أضرارًا بآليات الدورية"، دون وقوع إصابات بشرية.

وأوضح البيان أن عناصر اليونيفيل "استخدموا وسائل غير فتاكة لضمان سلامتهم"، قبل أن يصل الجيش اللبناني ويواكب الدورية إلى قاعدتها. 

دخول أطراف البلدة

في المقابل، اتهم أهالي الجميجمة في بيان منفصل القوة الدولية بـ"التمادي" في دخول أطراف البلدة "من دون مؤازرة الجيش"، مؤكدين أن الأهالي حاولوا دفع الآليات للتراجع، قبل أن ترد القوة "بإطلاق قنابل مسيلة للدموع والرصاص، ما أدى إلى إصابات".

لكن اليونيفيل شددت على أن الدورية "كانت منسقة مسبقاً مع الجيش اللبناني"، وأن وجودها قانوني بموجب القرار الدولي 1701، والذي يمنحها "الحق في حرية الحركة داخل منطقة عملياتها، سواء بوجود الجيش اللبناني أو بدونه".

وأكدت أن "أي تقييد لهذه الحرية يشكل انتهاكاً مباشراً للقرار"، داعية الدولة اللبنانية إلى "تحمل مسؤولياتها لضمان بيئة آمنة لعمل عناصرها".

خلفية أمنية وتوتر

وتقع بلدة الجميجمة في منطقة جنوب نهر الليطاني، التي نص وقف إطلاق النار الأخير في 27 نوفمبر الماضي، على انسحاب حزب الله منها وتفكيك بنيته العسكرية، مقابل تعزيز الجيش اللبناني انتشاره بدعم من اليونيفيل، في اتفاق رعته واشنطن وباريس، وأنهى قرابة عام من القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل.

وأعلنت اليونيفيل، الاثنين، أن الجيش اللبناني أعاد انتشاره في أكثر من 120 موقعاً دائماً جنوب الليطاني، بدعم مباشر من قواتها، مشيرة إلى أنها اكتشفت "أكثر من 225 مخبأ للأسلحة" وأحالتها إلى الجيش اللبناني، ما يعكس نشاطاً ميدانياً متزايداً للقوة الأممية.

وغالباً ما تشهد المنطقة مناوشات بين قوات اليونيفيل ومناصرين لحزب الله، لكنها نادراً ما تتفاقم، إذ تتدخل السلطات لاحتوائها سريعاً. 

غير أن حادثة الجمعة، أعادت التذكير بحادثة دامية سابقة، حين قُتل جندي أيرلندي في ديسمبر 2022، وأصيب ثلاثة آخرون برصاص خلال مرورهم في منطقة العاقبية، وهو الحادث الذي استدعى حينها انتقادات دولية واسعة.

وسلّم حزب الله لاحقاً مشتبهاً به للجيش اللبناني، لكنّه أُطلق سراحه بعد عام تقريباً، ما أثار انتقادات بشأن العدالة والمحاسبة في قضايا الاعتداء على القوات الدولية.

تفويض دولي لليونيفيل

تنتشر قوة اليونيفيل منذ عام 1978 جنوب لبنان للفصل بين لبنان وإسرائيل، وتضم أكثر من 10 آلاف جندي من نحو 50 دولة، وتلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على الاستقرار الهش على الحدود الجنوبية.

وفي ظل التوترات المستمرة، تبقى حرية حركة اليونيفيل والتنسيق مع الجيش اللبناني مسألة حساسة بين القوى الدولية والفاعلين المحليين، وسط مخاوف من أن تتحول الاحتكاكات المحدودة إلى أزمة أوسع في حال عدم كبحها.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية