منظمتان حقوقيتان تتهمان روسيا بارتكاب جرائم ضد الإعلام في أوكرانيا
منظمتان حقوقيتان تتهمان روسيا بارتكاب جرائم ضد الإعلام في أوكرانيا
اتهمت منظمتا "مراسلون بلا حدود" و"تروث هاوندز" الأوكرانية، في تقرير صدر، اليوم الجمعة، القوات الروسية باستهداف متعمد لفنادق تؤوي صحفيين ومدنيين خلال تغطيتهم للحرب الدائرة في أوكرانيا، منذ اندلاع الغزو الروسي في فبراير 2022.
واعتبرت المنظمتان أن هذا السلوك يشكّل "جرائم حرب واضحة" وفقاً للقانون الدولي الإنساني، ودعتا إلى محاسبة الجناة، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وأحصت المنظمتان 31 غارة روسية على الأقل طالت 25 فندقاً في مناطق متفرقة من أوكرانيا حتى منتصف مارس 2025.
وذكرت أن معظم هذه الفنادق تقع قرب خطوط الجبهة، حيث يتمركز الصحفيون لتغطية المواجهات اليومية، بينما لم يكن لأيّ منها استخدامات عسكرية باستثناء فندق واحد فقط، ما يعزز فرضية الاستهداف المتعمد للمدنيين والإعلاميين.
وأكد التقرير أن هذه الفنادق كانت تؤوي، إلى جانب الصحفيين، عاملين في منظمات إنسانية ومدنيين نازحين من المناطق الساخنة.
وذكرت منظمة "تروث هاوندز"، التي تأسست خصيصاً لتوثيق جرائم الحرب في أوكرانيا، أن الأدلة التي جمعتها تُظهر نمطاً متكرراً لاستهداف مواقع معروفة بوجود الصحافة الدولية فيها.
صواريخ دقيقة لضرب الأهداف
نفّذت القوات الروسية 15 ضربة من أصل 31 باستخدام صواريخ "إسكندر" الدقيقة طراز 9K720، وهو ما يدل، بحسب التقرير، على نية متعمّدة وخطة منهجية وليست ضربات عشوائية كما تزعم موسكو.
وأدانت المنظمتان هذا النمط من الهجمات، ووصفتاه بأنه "استهداف ممنهج ومنسّق لعرقلة التغطية الإعلامية للحرب".
واعتبرتا أن استخدام صواريخ دقيقة يقطع الشك بشأن كون هذه الضربات عرضية، ما يضعها في خانة الجرائم التي تستوجب ملاحقة قضائية أمام المحاكم الدولية.
استهداف صحفيين ومدنيين
أدى القصف الروسي إلى مقتل 13 صحفياً على الأقل منذ بداية الغزو، 12 منهم داخل الأراضي الأوكرانية، في سياق يؤكد تصاعد المخاطر التي يواجهها الصحفيون العاملون في مناطق النزاع.
وسجّل التقرير مقتل أرمان سولدين، مصور الفيديو في وكالة "فرانس برس"، إثر قصف روسي قرب مدينة باخموت في 9 مايو 2023.
وفقد راين إيفنز، المستشار في شؤون الأمن والسلامة المتعاون مع وكالة "رويترز"، حياته خلال هجوم على فندق في كراماتورسك في أغسطس 2024، وهو الموقع الذي كان معروفاً بوجود العديد من المراسلين الدوليين.
الحرب تستهدف الكلمة
أدانت بولين موفري، المسؤولة الإقليمية لأوكرانيا في "مراسلون بلا حدود"، هذه الهجمات بشدة، وقالت: "الغارات الروسية على فنادق تضم صحفيين ليست عشوائية أو غير مقصودة، بل تقع ضمن استراتيجية أوسع لنشر الخوف وتقييد حرية التغطية".
وأضافت أن استهداف منشآت مدنية لا تخدم أغراضاً عسكرية يُعد انتهاكاً صارخاً لاتفاقيات جنيف ويستوجب فتح تحقيقات دولية مستقلة. وشددت على ضرورة أن يُحاسب مرتكبو هذه الجرائم، بما يشمل القيادات العسكرية والسياسية التي تقف وراء الأوامر.
ودعت المنظمتان إلى تحقيقات عاجلة من قبل الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية، وإدراج هذه الهجمات في ملفات الجرائم التي تُرتكب في أوكرانيا منذ 2022، مشيرتين إلى أن الاستهداف الممنهج لوسائل الإعلام ينتهك حق المجتمع الدولي في الحصول على معلومات دقيقة من مناطق النزاع.
وكررت المنظمتان دعوتهما إلى تعزيز حماية الصحفيين من خلال الضغط على الدول الأعضاء في مجلس الأمن، لضمان عدم إفلات المسؤولين عن هذه الجرائم من العقاب، والحفاظ على حرية الصحافة كجزء أساسي من النظام الدولي الإنساني.