في اليوم الدولي للديمقراطية.. تحذيرات من تقييد حرية الإعلام واستهداف الصحفيين بالعالم
في اليوم الدولي للديمقراطية.. تحذيرات من تقييد حرية الإعلام واستهداف الصحفيين بالعالم
بالتحذير من تقييد حرية وسائل الإعلام واستهداف الصحفيين في العالم، تحيي الأمم المتحدة اليوم الدولي للديمقراطية، باعتبار أن حرية الرأي والتعبير ضمانة وركيزة للديمقراطيات.
ويحتفل العالم باليوم الدولي للديمقراطية، في 15 سبتمبر من كل عام، بهدف تعزيز مبادئ الديمقراطية والتمسك بالحريات في مختلف الدول.
ورغم الاحتفال بالذكرى السنوية الـ15 للمناسبة، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "الديمقراطية تتقهقر في جميع أنحاء العالم، والحيز المدني في انحسار، والريبة والتضليل في ازدياد، والاستقطاب ينخر دعائم المؤسسات الديمقراطية".
وقال غوتيريش محذرا: "لقد آن الأوان لقرع جرس الإنذار، وحان الوقت للتأكيد من جديد على أن الديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان عناصر مترابطة ومُعضدة بعضُها للبعض".
وأوضح غوتيريش أن الأمم المتحدة "تركز هذا العام على الإعلام الحر المستقل القائم على التعددية، والذي يعد إحدى ركائز المجتمعات الديمقراطية".
وتابع: "تزداد محاولات إبكام الصحفيين اجتراءً يوما بعد يوم مستهدفة الصحفيات منهم خاصة، حيث يتعرضون للتهجم اللفظي والترصد على الإنترنت والمضايقة القانونية".
وأشار إلى مواجهة العاملين في قطاع الإعلام ممارسات الرقابة والاحتجاز والعنف البدني بل ويتعرضون للقتل دون أن ينال الجناة عقابهم في كثير من الأحيان.
ومضى قائلا: "هذه المسارات المظلمة تؤدي حتما إلى زعزعة الاستقرار وفشوّ الظلم وإلى أدهى من ذلك وأمرُّ، فلا ديمقراطية دون صحافة حرة ولا حرية دون حرية التعبير".
واختتم غوتيريش حديثه في هذه المناسبة بعبارة: "فلنتكاتف في يوم الديمقراطية وكل يوم في سبيل ضمان الحرية وحماية حقوق الناس كافة في كل مكان".
تحذيرات أممية
وتعتبر الأمم المتحدة أن الاضطرابات الجديدة في أوروبا تذكر العالم بأن المبادئ الديمقراطية معرضة دوما للتهديدات والتراجع أكثر من أي وقت مضى، إلى جانب تقليص الفضاء المدني وتزايد الشك والتضليل والتغليط.
كما عزت أسباب التركيز هذا العام على وسائل الإعلام والسلام وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، إلى التوسع في التهديدات لحرية الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام يومًا بعد يوم.
وتقول الأمم المتحدة إن وسائل الإعلام الحرة والمستقلة والقادرة على تثقيف الجمهور هي عنصر أساسي للديمقراطية، لأنها تُمكّن الجمهور من اتخاذ قرارات مستنيرة ومساءلة الحكومات.
وتضيف: "عندما تتعرض الحريات الإعلامية للتهديد فإن ذلك يتسبب في خنق تدفق المعلومات أو تحريفه أو قطعه تمامًا، فيما يعد صون حرية وسائل الإعلام عنصرا حاسما في الديمقراطيات السليمة".
ووفق التقديرات الأممية، يواجه الصحفيون على نحو متزايد في جميع أنحاء العالم قيودًا على قدراتهم على العمل بحرية، فضلا عن مخاطر تأثيرها في حقوق الإنسان والديمقراطية والتنمية.
كما توضح منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" أن 85 بالمئة من سكان العالم شهدوا تراجعا في حرية الصحافة في بلادهم في السنوات الخمس الماضية، جراء تزايد الهجمات الواقعية والافتراضية عبر الإنترنت.
وتشير إلى تزايد ممارسات الاحتجاز واستخدام قوانين التشهير، فضلا عن قوانين الأمن السيبراني أو القوانين المتصلة بخطاب الكراهية للحد من التعبير على الإنترنت؛ إضافة إلى تزايد الدعاوى القضائية ضد قوانين المشاركة العامة وتقنيات المراقبة؛ لاستهداف وسائل الإعلام وإعاقة عملها.
وفي عام 2021، وجدت 73 بالمئة من إجمالي 714 صحفية من 125 دولة أفادن بتعرضهن للعنف عبر الإنترنت أثناء عملهن، وفق استطلاع رأي أجرته يونسكو والمركز الدولي للصحفيين.
وسجلت المنظمة الأممية منذ عام 2016 إلى نهاية عام 2021، مقتل 455 صحفيًا إما بسبب تحقيقاتهم أو في أثناء أداء أعمالهم في العديد من بلدان العالم.
مطالب دولية
بدورها طالبت منظمة مراسلون بلا حدود (غير حكومية مقرها باريس) من جميع أطراف النزاع في العالم أن يضعوا في أولوياتهم حماية الصحفيين في مناطق النزاعات والحروب.
ودعت المنظمة في تغريدة عبر تويتر، إلى ضرورة اتخاذ موقف حازم وقوي بشأن ضرورة حماية الصحفيين في مواجهة التهديدات من قبل المجموعات المسلحة في الدول المأزومة.
فيما أوضحت السفارة النرويجية في القاهرة، بمناسبة يوم الديمقراطية، أن حرية الرأي والتعبير والإعلام تعد إحدى ركائز الديمقراطية.
وتابعت السفارة عبر حسابها على تويتر: "نسلط الضوء اليوم على الدور الحيوي الذي تلعبه وسائل الإعلام لحماية وتعزيز الديمقراطية والتنمية في العالم".
فيما أشار المركز السوري لاستقصاء الجرائم (غير حكومي) إلى أن "الانتهاكات ضد حرية الإعلام دائما تصدر ممن لا يريد أن تصل الحقيقة إلى العالم".
وأضاف المركز عبر تويتر قائلا: "أنهم لا يريدون إعلام ناقد وفاضح وكاشف بل يريدون إعلام مطبل ومشبح".
وحرية التعبير حق أصيل من حقوق الإنسان، حيث تنص المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن "لكلِ شخص حق التمتع بحرِية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرِيته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقِّيها ونقلها إلى الآخرين، بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود".