مدير مؤسسة إغاثة غزة: لسنا جزءاً من أي مخطط لتهجير الفلسطينيين

مدير مؤسسة إغاثة غزة: لسنا جزءاً من أي مخطط لتهجير الفلسطينيين
فلسطينيون يتزاحمون للحصول على مساعدات غذائية

قال المدير التنفيذي لـ"مؤسسة إغاثة غزة" الأمريكية الجديدة، جيك وود، إن المؤسسة "لن تكون بأي شكل من الأشكال جزءاً من محاولات إجبار السكان الفلسطينيين على النزوح أو التهجير"، مؤكدًا أن مهمتها إنسانية بحتة وتهدف إلى توفير الغذاء لسكان القطاع الذين يواجهون خطر المجاعة.

وفي أول مقابلة له منذ إطلاق المؤسسة، أوضح وود في تصريحات لشبكة "CNN"، نشرت السبت، أن إسرائيل وافقت على السماح بدخول بعض المواد الغذائية قبل بدء العمل بآلية جديدة لتوزيع المساعدات، لكنه أشار إلى غياب الوضوح بشأن عدد الشاحنات أو موعد السماح لها بالدخول.

وأكد وود أن الوضع الإنساني في غزة "عاجل بوضوح"، وتوقّع "تحديثات إيجابية" خلال الأيام المقبلة، مع تأكيده أن مؤسسته تعتزم توفير 300 مليون وجبة خلال أول 90 يوماً، رغم إقراره بعدم كفاية هذا الرقم لتلبية احتياجات 2.2 مليون فلسطيني في القطاع.

انتقادات أممية وتحفظات إنسانية

تواجه خطة المؤسسة انتقادات حادة من منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، التي رفضت المشاركة في الآلية الجديدة، محذّرة من أنها قد تُستخدم كغطاء لسياسات تهجير جماعي، وقال مسؤول أممي في مجال المساعدات، توم فليتشر، إن الخطة المقترحة "تهدر الوقت" في ظل وجود آلية قائمة جاهزة للعمل.

وردّ وود على هذه الانتقادات بالقول إن "الخطة ليست مثالية، لكنها قابلة للتطبيق وستطعم الناس قريباً"، مشددًا على أن بعض الاعتراضات "قائمة على معلومات مضللة"، ونفى وجود أي مشاركة مباشرة للجيش الإسرائيلي في توزيع المساعدات أو مشاركة بيانات مع السلطات الإسرائيلية.

توزيع المساعدات وأمن العمليات

وستبدأ مؤسسة إغاثة غزة عملياتها من أربعة مواقع توزيع، بينها ثلاثة في جنوب القطاع وواحد في الوسط، مع وعود إسرائيلية بفتح موقعين إضافيين في الشمال خلال أول ثلاثين يومًا، بحسب وود، وقد حذّرت الأمم المتحدة سابقاً من أن حصر توزيع المساعدات في الجنوب قد يُنظر إليه كدعم لسياسات إسرائيل الهادفة إلى إفراغ شمال غزة من سكانه.

وأشار وود إلى أن المؤسسة ستستخدم شركة أمن أمريكية خاصة، "UG Solutions"، لتأمين الشاحنات حتى مواقع التوزيع، مع تأكيد أن المتعاقدين الأمنيين لن يشاركوا في توزيع الغذاء، وسيخضعون لقواعد اشتباك "صارمة" لم يُفصح عن تفاصيلها.

بين الواقع والوعود

وفيما يُشكّك المجتمع الإنساني الدولي في قدرة المؤسسة على سد فجوة الإغاثة بمفردها، دعا وود الأطراف الدولية إلى الانضمام للمبادرة بدلاً من انتقادها، وقال:"في نهاية المطاف، هذه هي الآلية المتاحة حالياً، السؤال الحقيقي هو: هل أنتم مستعدون للمشاركة؟".

وفي ختام حديثه، أكد وود أن مؤسسته لا تسعى إلا لتقديم استجابة إنسانية عاجلة تنقذ الأرواح، بعيدًا عن أي أهداف سياسية أو عسكرية.

يذكر أن إسرائيل استأنفت في 18 مارس الماضي عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة منهيةً بذلك هدنة هشة استمرت لنحو شهرين كانت قد بدأت في يناير الماضي بوساطة مصرية قطرية أمريكية، ونفذت سلسلة غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية على عدة مناطق في القطاع مع إحكام الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.

وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر لعام 2023 عن استشهاد أكثر من 53 ألف شخص وإصابة أكثر من 118 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعدها الأمم المتحدة موثوقة وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية