بتنسيق أمريكي.. "أكسيوس" تكشف عن بديل إنساني جديد في نظام الإغاثة بغزة

بتنسيق أمريكي.. "أكسيوس" تكشف عن بديل إنساني جديد في نظام الإغاثة بغزة
ديفيد بيزلي

كشفت مصادر لموقع "أكسيوس" الأمريكي أن المدير السابق لبرنامج الغذاء العالمي، ديفيد بيزلي، مرشح لرئاسة "مؤسسة غزة الخيرية" (GHF)، وهي مبادرة جديدة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، تسعى لتنسيق إيصال المساعدات إلى قطاع غزة.

بيزلي، الحائز جائزة نوبل للسلام، يُعد شخصية مرموقة في الأوساط الدولية بعد قيادته برنامج الغذاء العالمي خلال إدارة ترامب وحتى أواخر 2023، وينظر إلى ترشيحه كرئيس للمؤسسة الجديدة كخطوة تهدف إلى منحها شرعية دولية، في وقت تُواجه فيه المؤسسة رفضًا واضحًا من الأمم المتحدة وعدة منظمات إغاثة دولية.

تسييس المبادئ الإنسانية

أكدت مصادر في الأمم المتحدة أن المؤسسات الأممية ومنظمات الإغاثة العاملة في غزة لن تتعاون مع الكيان الجديد، مشيرة إلى أن آليته "تتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية" – على رأسها الحياد، والاستقلالية، وعدم التسييس.

في المقابل، تحاول كل من واشنطن وتل أبيب ممارسة ضغوط دبلوماسية لإقناع الأمم المتحدة بنقل التبرعات عبر المؤسسة الجديدة بدلًا من القنوات الحالية.

وقدّم المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، المكلف بملف المساعدات لغزة، إحاطة لأعضاء مجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي، وعرض تفاصيل خطة المؤسسة على دبلوماسيين أمريكيين في جنيف، وفقًا لـ"أكسيوس".

مصادر أمريكية وصفت المؤسسة بأنها "مستقلة ويقودها مدنيون"، وتهدف إلى "تكملة عمل الأمم المتحدة لا استبداله"، مشددة على أن الهدف الأساسي هو "ضمان وصول المساعدات إلى المدنيين بشكل مباشر وآمن".

نقطة الخلاف الجوهرية

وتكمن نقطة الخلاف الجوهرية، بحسب المصادر، في كيفية ضمان عدم وصول المساعدات إلى أيدي حماس، وهو ما تعده واشنطن وتل أبيب شرطًا أساسيًا، في حين ترى منظمات إنسانية أن ذلك يُفضي إلى تسييس المساعدات وخرق المبادئ الإنسانية.

جاءت هذه التطورات وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة نتيجة الحرب المستمرة، واتهامات متبادلة بشأن عرقلة تدفق الإغاثة، كانت إسرائيل قد اتهمت وكالة "الأونروا" بالتواطؤ مع حركة حماس، ما أدى إلى تعليق تمويلات من عدة دول، رغم تحذيرات أممية من أن البدائل الحالية لا تفي باحتياجات السكان المحاصرين.

إدارة المؤسسة الجديدة تحاول أن تُظهر نفسها كجهة محايدة وفعالة، إلا أن الارتباط الوثيق بالدعم الأمريكي والإسرائيلي، وغياب الاعتراف الأممي، يثير تساؤلات عن جدواها وقدرتها على إحداث فرق حقيقي دون تسييس للمساعدات.

وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر لعام 2023 عن استشهاد أكثر من 52 ألف شخص وإصابة أكثر من 118 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعدها الأمم المتحدة موثوقة وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع ومنع إدخال المساعدات.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية