الأمم المتحدة: السماح المحدود للمساعدات إلى غزة "قطرة في محيط"

الأمم المتحدة: السماح المحدود للمساعدات إلى غزة "قطرة في محيط"
قطاع غزة - أرشيف

سمحت السلطات الإسرائيلية، مؤقتاً، بدخول شاحنات مساعدات إنسانية محدودة إلى قطاع غزة، بعد أكثر من 11 أسبوعاً من الإغلاق الكامل للمعابر، وسط تصاعد العمليات العسكرية في القطاع، وفق ما أعلنه توم فليتشر، منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة.

وأوضح فليتشر في بيان، أمس الاثنين، أن 9 شاحنات فقط تمكنت من العبور إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، معتبراً أن هذه الخطوة "مرحب بها"، لكنها لا تمثل سوى "قطرة في محيط" الاحتياجات العاجلة لسكان غزة المحاصرين وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

تحذيرات أممية

أشار فليتشر إلى أن الأمم المتحدة تلقت تأكيدات بأن عملها الإنساني سيُسهل عبر الآليات المعتمدة. كما أعرب عن شكره للموافقة الإسرائيلية على "تدابير الإخطار الإنساني" التي تهدف لتقليل المخاطر الأمنية على فرق الإغاثة.

ورغم هذه التطمينات، حذّر فليتشر من المخاطر الكبيرة التي لا تزال تهدد المدنيين والجهود الإغاثية، في ظل استمرار القصف ونقص المواد الأساسية، وقال إن الوكالات الأممية "مصممة على توسيع عملياتها رغم كل التحديات".

نداء عاجل لفتح المعابر

كشف فليتشر عن خطة واضحة وشاملة وضعتها الأمم المتحدة لإنقاذ الأرواح، داعياً السلطات الإسرائيلية إلى اتخاذ تدابير فورية، أبرزها: فتح معبرين على الأقل إلى قطاع غزة (في الشمال والجنوب)، وتبسيط وتسريع الإجراءات ورفع الحصص المفروضة على المساعدات، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود أو استهداف في أوقات التوزيع، ورفع القيود داخل القطاع، وكذلك السماح بإدخال البضائع التجارية لدعم الاقتصاد المنهار.

وشدد على ضرورة ضمان التدفق المنتظم للمساعدات لتقليل النهب والفوضى، وفتح طرق متعددة لعمال الإغاثة.

وجدد فليتشر دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار، مطالباً بالإفراج العاجل وغير المشروط عن جميع الرهائن، وأضاف: "نحن مستعدون ومصممون على إيصال المساعدات لمن هم في أمسّ الحاجة إليها، هذا واجب إنساني لا يمكن التراجع عنه".

التصعيد يفاقم المأساة

وفي السياق، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق من تصاعد الهجمات الإسرائيلية في غزة، والتي أسفرت عن مقتل مئات المدنيين، من بينهم نساء وأطفال، وأدت إلى أوامر إجلاء جماعية زادت من معاناة السكان.

وفي مؤتمر صحفي، شدد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، على ضرورة إيصال المساعدات "بشكل عاجل وآمن وواسع النطاق"، مؤكداً أن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لوقف الكارثة الإنسانية.

وأضاف دوغاريك أن استمرار العنف لن يؤدي إلا إلى تفاقم المعاناة ويزيد خطر نشوب صراع أوسع، مؤكداً رفض الأمم المتحدة أي تهجير قسري للفلسطينيين، ومطالباً جميع الأطراف بالامتثال التام للقانون الدولي الإنساني.

شلل تام في القطاع

ومنذ بداية العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة ضد قطاع غزة، فرضت إسرائيل حصاراً كاملاً أدى إلى شلل تام في الحركة الإنسانية والتجارية، ويعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف مأساوية وسط دمار واسع ونقص حاد في الغذاء والماء والدواء.

وتواجه الأمم المتحدة ووكالاتها صعوبات كبرى في توصيل المساعدات، وسط اتهامات متبادلة بين إسرائيل وحماس بشأن تعطيل العمل الإغاثي، في حين يزداد القلق الدولي من تفشي المجاعة والأمراض في القطاع.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية