فيضانات عارمة تضرب أستراليا وتحذيرات من ذروة مطرية غير مسبوقة

فيضانات عارمة تضرب أستراليا وتحذيرات من ذروة مطرية غير مسبوقة
الفيضانات في أستراليا

أطلقت السلطات الأسترالية تحذيرات عاجلة لملايين السكان في ولاية نيو ساوث ويلز مع بداية موجة من الأحوال الجوية الشديدة تشمل أمطارًا غزيرة ورياحًا قوية، يُتوقع أن تستمر حتى نهاية الأسبوع، وسط مخاوف من فيضانات مفاجئة وانزلاقات تربة في عدة مناطق.

وذكرت هيئة الأرصاد الجوية الأسترالية الثلاثاء أن كمية الأمطار المتوقعة خلال الأيام القليلة القادمة قد توازي ما يهطل عادة خلال شهر كامل، مؤكدة أن بعض المناطق سجلت أكثر من 100 ملم من الأمطار منذ مساء الأحد الماضي، خاصة في العاصمة سيدني والساحل المركزي، وفق شبكة "إيه بي سي نيوز".

وتوقعت الهيئة أن تبلغ ذروة الهطول المطري اليوم الثلاثاء مع إمكانية تسجيل حتى 300 ملم من الأمطار خلال ساعات قليلة، مما يضع السلطات في حالة تأهب قصوى ويزيد من خطر الفيضانات والانهيارات الأرضية.

أشجار مقتلعة وانقطاع للكهرباء

قالت خدمات الطوارئ إنها تلقت أكثر من 250 بلاغًا عن أضرار مباشرة شملت اقتلاع أشجار وتسربات مياه في منازل ومبانٍ، بينما تسببت الرياح العاتية التي تجاوزت سرعتها 100 كيلومتر في الساعة بانقطاع الكهرباء عن أكثر من 2200 شخص.

كما أُغلقت عدة طرق رئيسية بفعل الأمطار الغزيرة وسوء الرؤية، ودعت السلطات الأسترالية السكان إلى تجنب التنقل غير الضروري، مؤكدة أن الظروف المناخية الحالية "خطيرة للغاية" وقد تزداد سوءًا خلال الساعات المقبلة.

وجه آخر لاختلال المناخ 

تأتي هذه الكارثة في سياق سلسلة من الظواهر المناخية المتطرفة التي يشهدها العالم، نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض بمعدل 1.1 درجة مئوية منذ بداية العصر الصناعي، ويؤكد خبراء البيئة أن هذه الزيادة أدت إلى مضاعفة حالات الطقس القاسي، مثل الفيضانات، وحرائق الغابات، وموجات الحر والجفاف.

وتحذر دراسات بيئية دولية من أن استمرار ارتفاع درجات الحرارة، نتيجة الانبعاثات الكربونية وقطع الغابات، سيؤدي إلى تضاعف عدد الكوارث بنسبة تصل إلى 40% بحلول عام 2030، ما لم يتم اتخاذ إجراءات جذرية وعاجلة لخفض الانبعاثات.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تصريحات سابقة، إن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والعواصف والجفاف وحرائق الغابات"، مؤكدًا أنه "لا يوجد بلد محصن" أمام أزمة المناخ.

ضرورة الإسراع في التكيف

أكدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ على ضرورة الإسراع في التكيف مع التغيرات المناخية، خصوصًا بالنسبة للفئات السكانية الأكثر هشاشة، والحد من التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية الكارثية لهذه الكوارث.

شهد العالم خلال السنوات الأخيرة تسارعًا ملحوظًا في وتيرة الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ، بدءًا من حرائق الغابات في كندا وأستراليا، مرورًا بفيضانات أوروبا وجفاف شرق إفريقيا.

ووفقًا لتقارير مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، تضاعف عدد الكوارث الطبيعية منذ عام 2000، كما تضاعفت الخسائر الاقتصادية بمعدل ثلاث مرات، نتيجة غياب إجراءات فعالة لاحتواء تداعيات التغير المناخي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية