صحيفة إسرائيلية: حكومة نتنياهو ترتكب "جريمة حرب جماعية" في غزة

صحيفة إسرائيلية: حكومة نتنياهو ترتكب "جريمة حرب جماعية" في غزة
آثار العدوان الإسرائيلي على غزة - أرشيف

أقرّت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في افتتاحيتها، اليوم الثلاثاء، بأن الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ترقى إلى مستوى "جريمة حرب جماعية"، منتقدة بشكل غير مسبوق السياسات التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

وأكدت الصحيفة أن الثنائي الحاكم في إسرائيل لا يخفي نواياه بتدمير غزة واحتلالها وتهجير سكانها بشكل جماعي، معتبرة أن الكارثة الإنسانية في القطاع لا تعدو كونها "قضية دبلوماسية عامة" في نظر نتنياهو وسموتريتش، وهو ما يكشف عن انعدام الاعتبارات الأخلاقية والإنسانية في ممارسات الحكومة.

وأبرزت الصحيفة ما قاله نتنياهو صراحة في تسجيل مصور نُشر عبر تلغرام، أمس الاثنين، حيث أكد عزمه على احتلال كامل أراضي قطاع غزة، مضيفًا: "هذا ما سنفعله"، في إعلان واضح عن استمرار سياسة الإبادة والسيطرة الكاملة.

وصمة عار أخلاقية

اعتبرت "هآرتس" أن الصور القادمة من غزة تشكّل وصمة عار أخلاقية لن تُمحى من ضمير إسرائيل، وأن مواصلة الحرب بدلًا من إنهائها تعني تعميق الجريمة. 

ودعت الحكومة الإسرائيلية إلى السماح الفوري بدخول مساعدات إنسانية واسعة لإنهاء المجاعة الجماعية، وإبرام اتفاق وقف إطلاق نار يشمل تبادل الأسرى وعودة الرهائن.

تواصل الحكومة الإسرائيلية تنفيذ سياسة تجويع ممنهجة بحق نحو 2.4 مليون فلسطيني في غزة من خلال إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية المتكدسة على الحدود منذ 2 مارس الماضي، ما دفع القطاع إلى مرحلة المجاعة الشاملة، وأدى إلى وفاة المئات بسبب الجوع ونقص الدواء، لا سيما في المناطق الشمالية.

تصعيد عسكري شامل

وسّع الجيش الإسرائيلي في الأيام الماضية عملياته البرية في شمالي وجنوبي القطاع، في وقت تجري فيه مفاوضات غير مباشرة في الدوحة بين حركة "حماس" وإسرائيل، بوساطة قطرية، لمحاولة التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى وإنهاء الحرب.

أعلنت حركة "حماس" مرارًا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل وقف حرب الإبادة وانسحاب الجيش من غزة، لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب، يتهرب عبر طرح شروط جديدة، من أبرزها نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، وهو ما ترفضه حماس ما دام الاحتلال مستمرًا.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل حرب إبادة جماعية شاملة ضد سكان قطاع غزة، وسط صمت دولي وتواطؤ بعض القوى الكبرى، لا سيما الولايات المتحدة. 

وأسفرت هذه الحرب عن استشهاد وإصابة أكثر من 174 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين الذين يعانون ظروفًا إنسانية مأساوية.

دعوات إلى المساءلة الدولية

تأتي اعترافات "هآرتس" في وقت تتزايد فيه المطالبات الدولية بمحاسبة القادة الإسرائيليين على الجرائم المرتكبة في غزة، خاصة بعد إصدار محكمة العدل الدولية أوامر ملزمة بوقف الحرب، تجاهلتها إسرائيل. 

وتعد هذه الافتتاحية بمثابة صرخة من الداخل الإسرائيلي قد تشكّل نقطة تحول في الضغط المحلي والدولي على حكومة نتنياهو لإنهاء الحرب فورًا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية