"سي إن إن": واشنطن تجري محادثات بالدوحة لوقف إطلاق النار في غزة
"سي إن إن": واشنطن تجري محادثات بالدوحة لوقف إطلاق النار في غزة
كشفت شبكة CNN الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة تجري محادثات غير مباشرة مع حركة حماس عبر وسيط أمريكي في العاصمة القطرية الدوحة، في إطار جهود جديدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة، في ظل ضغوط سياسية متزايدة على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأفاد مصدر مطلع على سير المحادثات بأن هذه الجهود تقودها شخصية غير مألوفة في الدبلوماسية الأمريكية، وهو بشارة بحبح، الأمريكي من أصول فلسطينية الذي تولى قيادة مجموعة "العرب الأمريكيين من أجل ترامب" خلال الحملة الرئاسية الأخيرة.
وأضاف المصدر أن بحبح تبادل الرسائل مع حماس في وقت سابق، خلال محاولته تأمين إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر.
وأوضح المصدر أن المبعوث الأمريكي الجديد إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قدم مقترحًا حديثًا للطرفين -إسرائيل وحماس- قد يشكل أرضية مشتركة لوقف إطلاق النار، وسط رغبة أمريكية في كسر الجمود المتواصل منذ أشهر في مسار التفاوض.
ترامب غاضب من بطء التقدم
وذكرت الشبكة أن الرئيس ترامب أعرب عن انزعاجه مرارًا من بطء وتيرة المحادثات، إذ يسعى إلى تسجيل اختراق دبلوماسي كبير عبر إنهاء الحرب في أقرب وقت.
ونقلت الشبكة عن مصدر مقرّب من ترامب قوله: "الرئيس يريد اتفاقًا قريبًا، لكنه يرى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يحدد موقفه بعد بشكل واضح".
ورغم هذه التحركات، فإن مواقف الخبراء والمحللين داخل الولايات المتحدة بشأن جهود بحبح وتواصله مع حماس تبقى متباينة، حيث يرى بعضهم، ومنهم المبعوث الأمريكي الأسبق إلى الشرق الأوسط دينيس روس، أن هذا الانفتاح قد يسهم في "فهم أوضح لموقف حماس، وبالتالي تعزيز فرص تجاوز العقبات".
لكن في المقابل، حذّر خبراء إقليميون من قلة خبرة بحبح في الشؤون الدبلوماسية المعقدة، وأشاروا إلى أن القيادة الفعلية لحماس لا تزال في غزة، ما يجعل القناة الحالية غير كافية لتحقيق اختراق حقيقي.
إلغاء زيارة فانس لإسرائيل
وتحدثت مصادر أخرى لـCNN عن إلغاء زيارة نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، إلى إسرائيل والتي كانت مقررة يوم الثلاثاء الماضي، خشية أن تُفهم الزيارة على أنها دليل تحيز أمريكي صارخ لمصلحة إسرائيل، خاصة مع تزايد الانتقادات الدولية لسلوك تل أبيب في الحرب المستمرة على غزة.
وأكد أحد المسؤولين أن "زيارة فانس في هذا التوقيت ستضعف صورة الحياد الأمريكي، وستُعد ضوءًا أخضر لما تقوم به إسرائيل على الأرض".
ورغم الحديث عن إحباطات داخل الإدارة الأمريكية، فقد نفى ماكس بلوستاين، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أن يكون هناك تغير في الموقف تجاه إسرائيل، وقال: "القول إن الإدارة محبطة من إسرائيل غير صحيح على الإطلاق".
وأضاف: "لم يكن لإسرائيل صديقٌ أفضل من الرئيس ترامب. نعمل من كثب مع حليفتنا لإطلاق سراح الرهائن المتبقين، ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي، واستغلال فرص السلام الاقتصادي، خصوصًا عبر توسيع اتفاقيات التطبيع الإقليمية".
ضغوط إنسانية وتحديات
وتأتي هذه التحركات في وقت تستمر فيه إسرائيل، بدعم أمريكي، بشن حرب مدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، أدّت إلى استشهاد أكثر من 53 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، وسط دمار واسع للبنية التحتية والمرافق الحيوية.
وتحاول إدارة ترامب، بحسب مراقبين، تحقيق اختراق سياسي قبل تصاعد الضغوط الدولية أو تغير التوازنات في المنطقة، وهو ما يجعل المحادثات في الدوحة -رغم هشاشتها- جزءًا من رهان أكبر في سباق مع الزمن لاحتواء الحرب وتخفيف التداعيات على صورة واشنطن الدولية.