الأمم المتحدة: المساعدات لم تصل بعد للفلسطينيين رغم دخولها غزة
الأمم المتحدة: المساعدات لم تصل بعد للفلسطينيين رغم دخولها غزة
أعلنت الأمم المتحدة، أن المساعدات الإنسانية التي بدأت بالوصول إلى قطاع غزة منذ يومين لم تصل فعليًا إلى المدنيين الفلسطينيين، مشيرة إلى أن الإجراءات الأمنية الإسرائيلية تعرقل توزيعها، وتمنع نقلها إلى المناطق المنكوبة.
جاء ذلك في بيان صدر عن المنظمة الدولية، ليل الأربعاء/ الخميس، في ظل تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل للسماح بإدخال المساعدات، بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من الحصار المشدد.
وصف المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عملية إدخال المساعدات إلى غزة بأنها "طويلة ومعقدة وخطرة"، موضحًا أن الجيش الإسرائيلي يطلب من عمال الإغاثة إنزال المواد من الشاحنات وتحميلها من جديد، وهو ما يعرقل بشدة سير العملية.
وأكد أن معظم الإمدادات التي دخلت منذ يوم الاثنين لا تزال عالقة في منطقة المعبر، ولم تتمكن الشاحنات الأممية من نقلها إلى خارج هذه المنطقة.
وشدد دوجاريك على أن الطريق الوحيد المسموح باستخدامه من قبل الجيش الإسرائيلي "غير آمن على الإطلاق"، ما يعوق الحركة الإنسانية ويعرض العاملين في المجال الإغاثي للخطر.
فرق شاسع في الأرقام
أكد ينس ليركه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، أن المكتب حصل على موافقة إسرائيلية لإدخال 100 شاحنة فقط إلى غزة، وهو رقم ضئيل مقارنة بما كان يدخل خلال وقف إطلاق النار الأخير في مارس، والذي بلغ نحو 600 شاحنة يوميًا.
ويعكس هذا الرقم فجوة كارثية بين الاحتياجات الميدانية والمساعدات الفعلية التي تم السماح بها.
وأفاد مسؤول أممي، اشترط عدم الكشف عن هويته، بأن أكثر من 12 شاحنة فقط نجحت في الخروج من منطقة المعبر مساء الأربعاء، وتم إيصالها إلى مستودعات وسط القطاع.
في حين أعلنت إسرائيل أنها سمحت بعبور 100 شاحنة في اليوم نفسه، مشيرة عبر وزارة خارجيتها إلى أن عشرات الشاحنات ستدخل يوميًا لاحقًا ضمن خطة مؤقتة.
إعلان عن خطة جديدة
وفي السياق ذاته، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن حكومته تعمل على تطبيق "نظام مساعدات جديد" داخل غزة، وأعلن عن خطة مستقبلية لإنشاء "منطقة معقمة" خالية من حركة حماس، حيث سيُعاد توطين السكان وتُقدم لهم الإمدادات.
وربط نتنياهو إنهاء الحرب بشروط تشمل إفراج حماس عن جميع الرهائن وتخليها عن الحكم، بالإضافة إلى تنفيذ ما أسماه "خطة ترامب"، والتي تتضمن نقل سكان غزة إلى خارج القطاع.
جاء السماح المحدود بعبور الشاحنات عقب ضغوط دولية متواصلة على تل أبيب لإدخال المساعدات إلى غزة، التي تعاني من كارثة إنسانية متفاقمة بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أشهر، والذي شمل منع دخول المواد الغذائية والدوائية والوقود، ما تسبب في انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية والخدمية في القطاع.
أزمة إنسانية مستمرة
على الرغم من بوادر التحرك، لا تزال الأمم المتحدة تؤكد أن ما دخل فعليًا لا يرقى إلى الحد الأدنى من الاحتياجات، وأن الأوضاع على الأرض لا تزال كارثية، في ظل نقص الغذاء والماء والدواء والوقود، وتفاقم حالات الجوع وسوء التغذية ونزوح مئات الآلاف من السكان.