بلديات غزة تحذر من انهيار الخدمات الأساسية بسبب نفاد الوقود

بلديات غزة تحذر من انهيار الخدمات الأساسية بسبب نفاد الوقود
فلسطينيون يحصلون على مساعدات إنسانية

حذرت بلديات المحافظة الوسطى في قطاع غزة، اليوم الاثنين، من توقف كامل لجميع الخدمات الأساسية خلال الساعات القادمة، وذلك بسبب منع دخول الوقود اللازم لتشغيل البنية التحتية الحيوية في القطاع. 

وأكدت البلديات في بيان رسمي، أن استمرار هذا الحصار على دخول الوقود سيؤدي إلى توقف آبار المياه، ومحطات ضخ الصرف الصحي، وآليات جمع النفايات، بالإضافة إلى المعدات الثقيلة الضرورية لإزالة الركام وفتح الشوارع المغلقة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل.

وطالبت البلديات في بيانها المنظمات الأممية والمؤسسات الدولية والجهات المعنية بسرعة التحرك لتوريد كميات عاجلة من الوقود، محذرة من أن أي تأخير إضافي سيؤدي إلى كارثة صحية وبيئية لا يمكن السيطرة عليها. 

وشددت على ضرورة توفير الوقود بشكل فوري لتشغيل المرافق الأساسية، وضمان عدم تفشي الأوبئة في المناطق السكنية المكتظة التي تفتقر بالفعل إلى الخدمات الصحية الكافية.

مناشدة لتشغيل خط المياه

وناشدت بلديات الوسطى الجهات المعنية بضرورة إعادة تشغيل خط "ميكروت" الإسرائيلي الذي يغذي عدداً من مناطق القطاع بمياه الشرب، مطالبة بعودة الضخ إلى مستوياته السابقة. 

وأكدت أن انقطاع هذا الخط الحيوي يزيد من معاناة السكان، لا سيما في ظل الحرارة المرتفعة والانهيار العام في منظومة الخدمات.

وحملت البلديات السلطات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن التداعيات الكارثية التي قد تنجم عن هذا الحصار، محذّرة من أن القطاع يقترب من "شبح الانهيار الكامل". 

ووصف البيان ما يجري بأنه "جريمة حرب" وانتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية التي تنص على حماية المدنيين في أوقات النزاعات وضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية.

أزمة متصاعدة منذ أشهر

ويشهد قطاع غزة أزمة حادة في الوقود منذ أكتوبر 2023، بعد تشديد إسرائيل للحصار البحري والبري، ووقف جميع إمدادات الوقود والكهرباء بشكل شبه تام. 

وتفاقمت الأزمة أخيراً مع منع دخول شاحنات الوقود المخصصة لمحطات التحلية وتشغيل المولدات، ما أدى إلى شبه توقف كامل لمحطات المياه والصرف الصحي، وأثر بشكل مباشر في أكثر من مليوني نسمة يعيشون في القطاع.

يعيش سكان قطاع غزة اليوم في ظل وضع إنساني بالغ الخطورة، مع انهيار شبه كلي للبنية التحتية، ونقص فادح في المواد الغذائية والمياه النظيفة، وانعدام خدمات النظافة والصحة العامة. 

وتؤكد منظمات دولية مثل "أوكسفام" و"أطباء بلا حدود" أن غزة على وشك الدخول في مرحلة كارثة إنسانية مفتوحة، إن لم يتم التحرك الدولي بشكل عاجل.

نداءات وسط صمت دولي

تأتي هذه التحذيرات في ظل صمت دولي مستمر وتردد في اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء الحصار المستمر على غزة. 

وتدعو بلديات القطاع ومعها منظمات المجتمع المدني إلى تحرك دولي عاجل وفاعل، يضمن إدخال الوقود والمساعدات، ويفرض التزامات قانونية على دولة الاحتلال الإسرائيلي بعدم استهداف المنشآت المدنية أو منع الخدمات الإنسانية عن المدنيين.

وأكدت البلديات في ختام بيانها على ضرورة محاسبة إسرائيل دولياً أمام المحاكم والمنصات القانونية، جراء تعمدها قطع الخدمات الأساسية عن السكان المدنيين، في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف التي تحظر استخدام الحصار سلاحاً جماعياً ضد الشعوب.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية