غارات إسرائيلية تحصد أرواح 52 فلسطينياً وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة

غارات إسرائيلية تحصد أرواح 52 فلسطينياً وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة
آثار العدوان الإسرائيلي على غزة - أرشيف

قتلت الغارات الجوية الإسرائيلية، اليوم الخميس، ما لا يقل عن 52 فلسطينياً في مناطق متفرقة من قطاع غزة، بحسب ما أعلنه مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير، مشيراً إلى وقوع عشرات الإصابات في أعقاب القصف المكثف الذي بدأ منذ ساعات الفجر. 

وجاء هذا التصعيد العسكري في وقت وجّه فيه الجيش الإسرائيلي إنذاراً عاجلاً إلى سكان 14 حياً في شمال غزة، من بينها بيت لاهيا ومخيم جباليا، داعياً إلى الإخلاء الفوري تحسباً لعمليات عسكرية مرتقبة، وفق وكالة "فرانس برس".

وأكد ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن فرق الأمم المتحدة تسلمت، الأربعاء، مساعدات إنسانية تعادل حمولة 90 شاحنة من معبر كرم أبو سالم، وتم البدء بتوزيعها داخل غزة للمرة الأولى منذ قرابة شهرين ونصف. 

وتعد هذه الخطوة بارقة أمل في ظل الحصار الشامل الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ فترة طويلة. وأشار شهود عيان إلى أن مئات الشاحنات الإغاثية ما زالت عالقة على الجانب المصري من معبر رفح، مغلقة في وجه المساعدات منذ أكثر من عام.

عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن استعداده لقبول "تهدئة مؤقتة" في غزة، لكنه شدد على أن "غزة ستبقى بالكامل تحت السيطرة الإسرائيلية" بعد انتهاء العمليات العسكرية. 

كارثة إنسانية في القطاع

وأكد ضرورة تجنّب كارثة إنسانية في القطاع لتأمين حرية التحرك العسكري لقواته، وأتى تصريح نتانياهو وسط ضغوط دولية متزايدة، حتى من حلفاء إسرائيل، للسماح بإدخال المساعدات ووقف القتال.

تزامن القصف الإسرائيلي مع إطلاق مقذوفات من شمال غزة، حيث اعترض الجيش الإسرائيلي أحدها مساء الأربعاء، بينما سقطت ثلاثة أخرى داخل القطاع، حسب ما جاء في بيان عسكري إسرائيلي. وأفادت السلطات بعدم وقوع إصابات نتيجة هذه المقذوفات.

يشهد قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث يتعرض سكانه لنقص شديد في الغذاء والماء والدواء والوقود. 

ووصفت منظمات غير حكومية كميات المساعدات التي تم إدخالها مؤخراً بأنها "غير كافية مطلقاً"، في حين أعرب النازح حسام أبو عبده (38 عاماً) عن مخاوفه من المجاعة والأوبئة أكثر من القصف ذاته، قائلاً: "الجوع ذبحنا"، مؤكدا أن المساعدات تبدو كأنها "نقطة ماء الحياة الأخيرة".

ضغط أوروبي وعزلة سياسية

تصاعدت الأصوات الأوروبية المنددة بالتصعيد الإسرائيلي، حيث أعلنت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، عن مراجعة محتملة لاتفاق الشراكة مع إسرائيل، بينما دعت السويد إلى فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين يدعمون الاستيطان غير القانوني. 

وردت إسرائيل باتهام الأوروبيين بـ"سوء فهم تام للواقع المعقد"، ورفضت هذه الاتهامات بشدة.

منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، قُتل 1,218 شخصاً في إسرائيل، معظمهم مدنيون، فيما لا يزال 57 رهينة محتجزين في غزة، بحسب السلطات الإسرائيلية، التي أشارت إلى أن 20 منهم على الأقل ما زالوا على قيد الحياة. 

وفي المقابل، بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة 53762 شهيدا، بينهم 3613 منذ 18 مارس الماضي فقط، وفق أحدث إحصاء صادر عن وزارة الصحة التابعة لحماس.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية