دراسات جديدة تُضعف فرضية وجود حياة على كوكب خارج النظام الشمسي
دراسات جديدة تُضعف فرضية وجود حياة على كوكب خارج النظام الشمسي
أعادت دراسات حديثة النظر في النتائج التي نشرها فريق أمريكي بريطاني في أبريل الماضي حول احتمال وجود بصمة بيولوجية على كوكب "كاي 2-18 بي" خارج النظام الشمسي، ما أدى إلى تشكيك واسع في مصداقية هذا الاكتشاف الذي كان قد أُعلن عنه باعتباره الأكثر قربًا من إثبات وجود حياة خارج كوكب الأرض.
وكان فريق بحثي بقيادة نيكو مادوسودان، عالم الفيزياء الفلكية في جامعة كامبريدج، قد أعلن أنه رصد باستخدام تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي مركبات كيميائية في غلاف الكوكب، على بعد 124 سنة ضوئية من الأرض، تُعد على الأرض مؤشرات مباشرة على وجود حياة، مثل كبريتيد ثنائي الميثيل (DMS) وثنائي كبريتيد ثنائي الميثيل (DMDS)، وهما مركبان تنتجهما عادة العوالق النباتية، وفق وكالة "فرانس برس".
غير أن دراسات لاحقة أجراها عدد من العلماء –من بينهم طالبان سابقان لدى مادوسودان، هما لويس ويلبانكس وماثيو نيكسون– استخدمت نماذج إحصائية مختلفة، وخلصت إلى أن الإشارات المكتشفة لا ترقى إلى مستوى الإثبات العلمي الحاسم.
وبدلاً من 20 مركبًا فقط كما ورد في الدراسة الأصلية، وسّع هؤلاء الباحثون قائمة المركبات الكيميائية المحتملة إلى 90 مادة، ما أدى إلى تشويش دلالة العلامات البيولوجية التي أُعلن عنها سابقًا.
النتائج تتبخر إحصائيًا
وكتب الباحثون أن النتائج السابقة "تتبخّر" عند استخدام نماذج أكثر شمولاً، وقد أكّد ماثيو نيكسون أن تعدد النتائج الممكنة يضعف فرضية الاكتشاف البيولوجي، قائلًا: "عندما تكتشف كل شيء، هل تكون قد اكتشفت أي شيء فعلاً؟".
وفي المقابل، دافع مادوسودان عن دراسته قائلاً، إن "النقاش العلمي صحي"، مضيفًا أنه نشر دراسة جديدة مع فريقه وسّعت قائمة المواد إلى 650 مادة كيميائية.
وبيّن أن كبريتيد ثنائي الميثيل لا يزال ضمن أقوى المؤشرات المحتملة، لكن دون وجود المؤشر الثاني الأهم DMDS الذي ورد في الإعلان الأولي.
آراء تضعف الحماسة
وفي السياق نفسه، لم يتمكن فريق من جامعة شيكاغو، باستخدام تحليل جديد لبيانات "جيمس ويب" عبر الأشعة تحت الحمراء، من العثور على أي دلائل إحصائية تشير إلى وجود DMS أو DMDS.
ولم يجد عالم الفيزياء الفلكية جايك تايلور من جامعة أكسفورد أي إشارات حيوية باستخدام اختبار إحصائي أساسي، وهو ما رفضه مادوسودان، مبررًا بأن الدراسة تجاهلت الظواهر الفيزيائية الرصدية.
ورغم هذه الشكوك المتزايدة، لا يزال عدد من العلماء، وبينهم مادوسودان، يأملون في أن توفر بيانات إضافية مرتقبة العام المقبل أدلة حاسمة.
ويؤكد الباحثون أهمية التريث وتحليل النتائج ضمن إطار علمي صارم، بدلاً من التسارع في تقديم ادعاءات قد تُقوّض مصداقية البحث في الحياة خارج كوكب الأرض.
واختتم الباحث نيكسون بالإشارة إلى أن التقدم نحو اكتشاف حياة خارجية يجب أن يتم "ضمن أطر علمية موثوقة وبطريقة مسؤولة"، مؤكداً أن التسرع في طرح استنتاجات كبرى قد يضر بالمجال أكثر مما يفيده.