"الفاو": مزارعو السودان يواجهون تحديات غير مسبوقة نتيجة الحرب
"الفاو": مزارعو السودان يواجهون تحديات غير مسبوقة نتيجة الحرب
أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، اليوم الاثنين، أنها أرسلت 8 شاحنات محمّلة بـ426 طنًا من بذور الذرة الرفيعة إلى ولايتي شمال وجنوب كردفان في السودان، وذلك ضمن خطة تهدف إلى تسليم 1065 طنًا من البذور المحسنة للمجتمعات الزراعية الضعيفة في المنطقة، في محاولة عاجلة لتعزيز الأمن الغذائي وسط الأزمة المتفاقمة في البلاد.
وأوضحت المنظمة الأممية، في بيان نشرته عبر منصة "إكس"، أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهودها السنوية لدعم مئات الآلاف من المزارعين في السودان ببذور محسّنة، في بلد يعتمد فيه نحو 80% من سكانه على الزراعة والرعي لكسب عيشهم.
وذكرت أن السودان بحاجة إلى ما لا يقل عن 122 ألف طن من التقاوي سنويًا، في حين يواجه المزارعون تحديات غير مسبوقة نتيجة الحرب المستمرة والانهيار الاقتصادي.
التوزيع في دارفور
وأكد ممثل الفاو في السودان، هونجي يانغ، أن المنظمة بدأت هذا العام عمليات توزيع التقاوي من ولاية غرب دارفور، حيث شرعت في تسليم 990 ألف كيلوجرام من بذور الذرة الرفيعة لنحو 10 آلاف أسرة، بدءا من 21 مايو الحالي.
وقال يانغ: "لا يمكننا نسيان السودان الآن، خصوصًا عندما لا يزال المزارعون مستعدون للزراعة رغم كل ما يواجهونه من أزمات"، مشددًا على أن هذا الدعم ضروري لضمان استمرار الإنتاج الزراعي في موسم الزراعة الحالي.
وتعاني مناطق واسعة من السودان، خاصة ولايات كردفان ودارفور، من نقص حاد في الغذاء وتدهور في سبل العيش، نتيجة الحرب الدائرة منذ أكثر من عام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى نزوح الملايين وانهيار مؤسسات الدولة.
وفي ظل تدهور سلاسل الإمداد والأسواق المحلية، تمثل البذور المحسنة التي تقدمها الفاو أحد الموارد القليلة المتاحة للمزارعين لإطلاق موسم زراعي منقذ للحياة.
تحذيرات من المجاعة
وتحذر منظمات الإغاثة من أن السودان يقترب من مجاعة جماعية في مناطق النزاع إذا لم تُضخ مساعدات زراعية وغذائية عاجلة.
وتطالب الفاو والمجتمع الدولي بتسهيل وصول المساعدات إلى المناطق المتضررة، وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، وتوفير تمويل عاجل لإنقاذ الموسم الزراعي قبل فوات الأوان.