"شؤون الأسرى": الأسيرة سيرين صعيدي تواجه الإهمال الطبي في "الدامون"

اتهمت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الثلاثاء، السلطات الإسرائيلية بالاستمرار في احتجاز الأسيرة الفلسطينية سيرين محمد أسعد صعيدي (56 عامًا) من بلدة بيت ليد قضاء طولكرم، في ظروف اعتقال قاسية داخل سجن "الدامون"، رغم معاناتها من مشكلات صحية مزمنة وخطيرة.

وذكرت محامية الهيئة، في بيان صدر اليوم، أن الأسيرة صعيدي تعاني من خلل في الغدة النخامية بالإضافة إلى حساسية مزمنة، ما يستدعي تلقيها أدوية بشكل منتظم، في وقتٍ تفتقر فيه بيئة الاعتقال إلى أدنى مقومات الرعاية الطبية.

وأشارت المحامية إلى أن الأسيرة لا تتلقى الرعاية الكافية لحالتها الصحية، وسط أجواء من الإهمال الطبي المتعمد، وحرمانها من احتياجاتها الأساسية كالأدوية المناسبة والعناية الشخصية والملابس، ما يشكل انتهاكًا واضحًا للمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الأسرى.

ظروف احتجاز قاسية

أكدت المحامية أن الأسيرة تعرضت مرارًا للتفتيش العاري المهين خلال اعتقالها، وتخضع منذ احتجازها إلى ظروف صعبة، خاصة أن اعتقالها تم خلال فصل الشتاء، في ظل برودة قاسية، ودون توفير وسائل التدفئة أو الملابس الكافية.

وأضافت أن صعيدي اشتكت من تعرضها الدائم للشتائم والإهانات اللفظية من قبل السجانين، فضلًا عن الاقتحامات الليلية المفاجئة لغرفتها، ما يسبب لها اضطرابًا نفسيًا ومعاناة مستمرة.

وأوضحت المحامية، التي زارت الأسيرة قبل أيام، أن الأسيرة تعاني من حرمان كامل لاحتياجاتها الشخصية، حيث صادر السجانون ملابسها وحذاءها، ولا تملك حاليًا إلا ملابس الصلاة التي ترتديها طيلة الوقت.

وطالبت المحامية بتوفير مستلزمات أساسية للأسيرة صعيدي مثل الملابس وأدوات النظافة والعناية الشخصية، لا سيما مع استمرار إدارة السجن في تنفيذ اقتحامات مفاجئة تُحرم فيها الأسيرات من الخصوصية والأمان.

معاناة الأسيرات في "الدامون"

وأشارت هيئة شؤون الأسرى إلى أن 35 أسيرة يقبعن حاليًا في سجن "الدامون" في ظروف سيئة، حيث يعانين من قلة الطعام وسوء نوعيته، إضافة إلى تقييد حقوقهن اليومية، كمنعهن من الاستحمام إلا في وقت "الفورة" المحدد عند الساعة السابعة صباحًا فقط، ما يشكل تضييقًا متعمدًا ومهينًا على حياتهن داخل المعتقل.

وطالبت الهيئة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بـالتدخل العاجل للإفراج عن الأسيرة صعيدي وجميع الأسيرات المريضات، ومحاسبة السلطات الإسرائيلية على انتهاكاتها المتكررة لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.

ويأتي هذا التقرير في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسيرات الفلسطينيات داخل المعتقلات، وسط صمت دولي متواصل وتجاهل لمعاناتهن الإنسانية المتفاقمة.