"الدولية للهجرة": 180 ألف نازح جديد خلال 10 أيام من العدوان على غزة
"الدولية للهجرة": 180 ألف نازح جديد خلال 10 أيام من العدوان على غزة
أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، اليوم الثلاثاء، أن الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة تسببت في نزوح قسري لما يقارب 180 ألف شخص خلال فترة لا تتجاوز عشرة أيام، في مؤشر جديد على تصاعد الكارثة الإنسانية التي تعصف بالقطاع المحاصر.
وفي بيان صدر نيابة عن المجموعة العالمية لتنسيق وإدارة المخيمات، أعربت المنظمة عن "قلقها العميق" إزاء ما وصفته بـ"الاستهداف المتكرر والمباشر لمراكز الإيواء في غزة"، مشيرة إلى أن تلك الهجمات باتت "أمرًا شائعًا وممنهجًا" وفق وكالة رويترز.
الملاذات لم تعد آمنة
يأتي هذا التحذير في ظل استمرار الضربات الإسرائيلية لمراكز الإيواء التي تؤوي مئات الآلاف من العائلات الفلسطينية المشرّدة، التي فرت مرارًا من منطقة إلى أخرى داخل قطاع غزة بحثًا عن أماكن آمنة.
وبحسب بيانات رسمية فلسطينية، فإن قوات الجيش الإسرائيلي استهدفت خلال الأشهر الماضية عشرات المراكز الحيوية، من بينها مدارس وجامعات ومبانٍ تابعة للأمم المتحدة وساحات مستشفيات، بالإضافة إلى مناطق صُنّفت سابقًا من قبل الجيش ذاته بأنها "آمنة"، ما أدى إلى استشهاد وإصابة الآلاف من المدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وفي السادس من مايو الجاري، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن عدد مراكز الإيواء والنزوح التي طالتها الهجمات الإسرائيلية ارتفع إلى 234 مركزًا منذ اندلاع الحرب، ما يسلّط الضوء على نمط ممنهج في استهداف المدنيين والبنية التحتية الإنسانية.
أزمة غير مسبوقة
منذ السابع من أكتوبر 2023، تُواصل إسرائيل، بدعم عسكري وسياسي غير مشروط من الولايات المتحدة، ما وصفته جهات حقوقية وإعلامية دولية بـ"حرب إبادة جماعية" على قطاع غزة، وأسفرت الحملة العسكرية حتى الآن عن استشهاد وإصابة أكثر من 176 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود ما زالوا تحت الأنقاض أو في عداد المجهولين، بحسب الجهات الصحية في القطاع.
يمرّ قطاع غزة، المحاصر منذ أكثر من 17 عامًا، بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، في ظل انهيار تام للمنظومة الصحية، ونقص حاد في المياه والغذاء والدواء، وتدمير شامل للبنية التحتية، كما فشلت الدعوات الدولية المتكررة لوقف إطلاق النار، فيما لم تُترجم الإدانات الواسعة إلى إجراءات ملموسة توقف آلة الحرب، أو توفر حماية للمدنيين العالقين في قلب الكارثة.
وتجد المنظمات الإنسانية، وعلى رأسها الأمم المتحدة ووكالاتها، صعوبة متزايدة في تقديم المساعدات أو حتى الحفاظ على سلامة طواقمها ومراكزها، بسبب القصف المستمر وغياب ممرات آمنة. وقد دعت منظمة الهجرة والعديد من الهيئات الحقوقية الدولية إلى توفير حماية فورية للمدنيين وضمان إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق.
غير أن كل تلك النداءات تُقابل بتجاهل سياسي وعسكري، ما يعمق من معاناة سكان القطاع ويدفع بمزيد من العائلات إلى دوائر النزوح المتكرر.