"مؤسسة غزة الإنسانية" تبدأ توزيع الأغذية وسط رفض أممي وتوترات ميدانية
"مؤسسة غزة الإنسانية" تبدأ توزيع الأغذية وسط رفض أممي وتوترات ميدانية
باشرت مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة، أولى عملياتها في قطاع غزة، معلنةً، الاثنين، بدء توصيل شاحنات محمّلة بالمواد الغذائية إلى مواقع توزيع وصفتها بـ"الآمنة"، رغم ما قالت إنه "تهديدات بالقتل" من حركة حماس.
أكّدت المؤسسة في بيان رسمي أن عملية توزيع الغذاء على السكان بدأت بالفعل، على أن تستمر بإرسال المزيد من الشاحنات يوميًا لتكثيف تدفق المساعدات وفق فرانس برس.
نشرت المؤسسة صوراً لشاحنات مساعدات تدخل مخيمات محاطة بالأسلاك الشائكة، في مشهد يعكس تعقيدات الواقع الميداني في القطاع المحاصر.
اتهامات وتحفّظ أممي
واجهت المنظمة الإنسانية الناشئة، التي تتخذ من جنيف مقراً لها، انتقادات واسعة من الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، اتهمتها بعدم الالتزام بمبادئ "الحياد والنزاهة والاستقلال".
أعلنت الأمم المتحدة صراحة أنها لن تشارك في عمليات هذه المؤسسة، في حين اتهمتها بعض الجهات بالعمل بتنسيق مع إسرائيل، وهو ما نفته المؤسسة.
نددت مؤسسة غزة الإنسانية في بيانها بما وصفته "محاولات متعمدة من حماس لإفشال عملياتها"، مشيرة إلى تلقيها تهديدات مباشرة من الحركة، واتهمتها بـ"منع السكان من الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات".
تغيير في القيادة
شهدت المؤسسة تطوراً إدارياً لافتاً يوم الأحد، حين أعلن المدير التنفيذي جيك وود استقالته بشكل مفاجئ، دون توضيح الأسباب.
أعلنت المؤسسة تعيين جون أكري خلفًا له، وهو خبير في العمل الإنساني يمتلك خبرة تتجاوز 20 عامًا في مناطق النزاع.
ضغوط لوقف الحرب
تواجه إسرائيل تزايداً في الضغوط الدولية لوقف العمليات العسكرية المستمرة في غزة منذ أكثر من 19 شهرًا، والتي أسفرت عن دمار واسع في القطاع.
اندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023، بعد هجوم مفاجئ شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1218 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وفق أرقام رسمية.
وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة عن استشهاد أكثر من 53 ألف شخص وإصابة أكثر من 122 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال.
وأُنشئت "مؤسسة غزة الإنسانية" حديثًا لتكون منصة مستقلة لتقديم مساعدات إنسانية ضخمة إلى قطاع غزة، في ظل تعثر الإغاثة الدولية وتحديات لوجستية وسياسية كبيرة.
خططت المؤسسة لتوزيع نحو 300 مليون وجبة خلال 90 يومًا، ما أثار جدلاً واسعًا بين مؤيدين يرون فيها نموذجاً بديلاً، ومعارضين يعدونها غير ملتزمة بالمعايير الدولية للإغاثة، وسط اتهامات بتسييس العمل الإنساني.