فون دير لايين تندد بقصف مدرسة نازحين في غزة وتصفه بـ"البغيض"
فون دير لايين تندد بقصف مدرسة نازحين في غزة وتصفه بـ"البغيض"
نددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، اليوم الثلاثاء، بالقصف الإسرائيلي الذي استهدف مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين في قطاع غزة، ووصفت الهجوم بأنه "عمل بغيض"، وذلك خلال اتصال هاتفي أجرته مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
يأتي هذا التنديد بعد يوم دامٍ في غزة قُتل فيه 52 شخصًا، من بينهم 33 نازحًا كانوا يحتمون داخل مدرسة استُهدفت ضمن العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة، وفق وكالة "فرانس برس".
وجاء في بيان للمفوضية الأوروبية أن فون دير لايين أعربت عن قلقها العميق من استهداف البنية التحتية المدنية، معتبرة أن "تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة واستهداف المدارس التي تستخدمها العائلات النازحة كملاجئ، والتسبب في مقتل أطفال ومدنيين، أمر غير مقبول".
ورغم تأكيدها على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، شددت فون دير لايين على أن "الاستخدام غير المتناسب للعنف ضد المدنيين لا يمكن تبريره بموجب القانون الإنساني والدولي".
دعوة لإيصال المساعدات
طالبت رئيسة المفوضية الأوروبية السلطات الإسرائيلية بـ"استئناف فوري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وفقًا للقانون الدولي والمبادئ الإنسانية".
وتأتي هذه الدعوة بعد أن شهد القطاع شبه توقف في الإمدادات الأساسية من الغذاء والدواء والماء، وسط انهيار شامل في البنية التحتية الصحية والخدمية.
ولم يتمكن الاتحاد الأوروبي حتى الآن من ممارسة ضغط موحد وفعّال على إسرائيل نتيجة الانقسامات الداخلية بين الدول الأعضاء. فبعض الدول، مثل ألمانيا والنمسا، تُعد من أبرز داعمي إسرائيل، في حين تدعو دول أخرى كإيرلندا وإسبانيا وفرنسا إلى مزيد من الضغط لحماية المدنيين الفلسطينيين.
وفي خطوة تعكس تزايد الغضب الأوروبي من التطورات الأخيرة، أطلق الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي مراجعة رسمية لاتفاق الشراكة مع إسرائيل بسبب "الانتهاكات المفترضة لحقوق الإنسان في غزة"، وهي خطوة أيدتها 17 دولة من أصل 27 عضوًا في التكتل، ما يُظهر تحولاً تدريجياً في موقف الاتحاد.
ضغط على تل أبيب
يتزايد الزخم الدولي للضغط على إسرائيل منذ استئنافها لعملياتها العسكرية، خصوصًا مع الارتفاع المستمر في أعداد الضحايا المدنيين.
ودفعت الهجمات الأخيرة، بما في ذلك قصف الملاجئ والمدارس، منظمات حقوق الإنسان ومؤسسات دولية إلى توجيه اتهامات بانتهاك قوانين الحرب، وسط دعوات متكررة لإجراء تحقيقات مستقلة ومحاسبة المسؤولين.
وفي ظل استمرار التصعيد، يبقى الموقف الأوروبي موضع اختبار حرج، مع تزايد المطالبات باتخاذ مواقف أكثر حزمًا تجاه الانتهاكات، لا سيما مع فشل الدعوات السابقة في كبح دوامة العنف المتفاقمة في غزة.