"فايننشيال تايمز": لاغارد تدرس مغادرة "المركزي الأوروبي" لتولي رئاسة "دافوس"

"فايننشيال تايمز": لاغارد تدرس مغادرة "المركزي الأوروبي" لتولي رئاسة "دافوس"
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد

أعلن مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب أن رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تجري محادثات جادة بشأن مغادرة منصبها قبل انتهاء ولايتها المقررة عام 2027، لتتولى رئاسة المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

ووفقاً لتقرير نشرته "فايننشيال تايمز"، اليوم الأربعاء، ناقش شواب، الذي غادر المنتدى الشهر الماضي عقب مزاعم سوء سلوك ينفيها، تفاصيل خطة انتقالية تضمنت ترتيبات عملية منها توفير شقة في سويسرا للاغارد، استعدادًا لتوليها قيادة المنتدى قبل انتهاء فترة ولايتها في البنك المركزي الأوروبي.

وأوضح شواب لـ"فاينانشال تايمز" أن المناقشات مع لاغارد استمرت لعدة سنوات، مشيرًا إلى أن الطرفين خططا بشكل مشترك لكيفية تسليم القيادة في المنتدى الاقتصادي العالمي، المنظمة المسؤولة عن الاجتماعات السنوية لنخبة رجال الأعمال والسياسة في منتجع دافوس السويسري.

وأكد شواب، أن آخر لقاء جمعه بلاغارد كان في أبريل الماضي في فرانكفورت، حيث ناقشا جدول انتقال القيادة، مع بقاء شواب في منصبه حتى تصبح لاغارد مستعدة لتولي الرئاسة، ويُتوقع أن يتم ذلك في موعد أقصاه أوائل 2027.

شروط مغادرة لاغارد

أوضحت مصادر مطلعة أن لاغارد، التي تشغل منصبها في البنك المركزي الأوروبي منذ عام 2019، وتملك فترة ولاية غير قابلة للتجديد تنتهي في أكتوبر 2027، وافقت على تسريع رحيلها بشرط تحقيق معدل تضخم يتماشى مع هدف البنك البالغ 2% متوسط المدى.

وأضافت المصادر أن لاغارد أبدت بعض التحفظات خلال المحادثات حول توقيت المغادرة المبكرة، إذ تظل ملتزمة بمهامها الحالية، كما أكد متحدث باسم البنك المركزي الأوروبي التزام الرئيسة لاغارد بإكمال ولايتها دون تأجيل.

ويمثل منصب رئيس البنك المركزي الأوروبي أحد أبرز المناصب المالية في أوروبا، وغالبًا ما يخضع لمساومات سياسية معقدة بين الدول الأعضاء، ما يجعل أي مغادرة مبكرة تثير سباقًا محمومًا على خلافة هذا المنصب الحيوي.

وأكد شواب أن شقة في فيلا موندي، المملوكة للمنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا والمطلة على بحيرة جنيف، تم تخصيصها للاغارد لتسهيل عملها خلال توليها المسؤوليات الجديدة.

وردًا على ادعاءات باستخدام المجمع لأغراض شخصية من قبل عائلة شواب، نفى الأخير أي علاقة له بالشقة المخصصة للاغارد، في حين وصف المنتدى هذه المعلومات بأنها جديدة له، مؤكدًا أن الفيلا تُستخدم حاليًا من قبل موظفيه وأعضائه.

عدم وجود اتفاق

حذر المطلعون على خلافة المنتدى الاقتصادي العالمي من عدم وجود اتفاق رسمي حتى الآن بين لاغارد والمؤسسة التي تتخذ من جنيف مقرًا لها، وأكد شخصان مشاركان في المحادثات استمرار النقاش حول الدور القيادي للاغارد بعد رحيل شواب.

وأعلن شواب في أبريل نيته التنحي عن رئاسة المنتدى في يناير 2027، لكنه اضطر للتنحي مبكرًا بعد أسابيع عقب شكاوى مقدمة ضده حول مزاعم مالية وسلوكية، وهو ما نفاه بشدة، مع تبرئته من بعض التهم قبل فترة قصيرة من الشكوى الجديدة.

وأعرب شواب عن قلقه من أن تؤثر الأزمة الراهنة في سمعة المنتدى، ما قد يعرقل تسليم السلطة إلى لاغارد، وقال: "لا أريد أن أفقدها، وأريد ضمان استمرارية ما بنيناه".

تحديات اقتصادية عالمية

عيّن المنتدى الاقتصادي العالمي بيتر برابيك-ليتماثي، الرئيس السابق لشركة نستله، رئيسًا مؤقتًا، مشيرًا إلى أن المنتدى يواصل نشاطه بقوة، مع تحقيق مشاركة قياسية في فعالياته الأخيرة.

وتبلغ إيرادات المنتدى نحو 440 مليون فرنك سويسري لعام 2024، ليظل حدث دافوس السنوي منصة أساسية لرؤساء الحكومات وقادة الأعمال.

وتتوقع لاغارد مضاعفة راتبها الحالي البالغ نحو 466 ألف يورو سنويًا، مقارنةً بما كان يتقاضاه شواب الذي بلغ راتبه نحو مليون فرنك سويسري.

وقادت لاغارد البنك المركزي الأوروبي منذ تعيينها عام 2019، وواجهت خلالها تحديات كبيرة، من ضمنها جائحة كوفيد-19 التي أثرت على الاقتصاد العالمي، وارتفاع التضخم غير المسبوق الذي أعقب الجائحة والحرب في أوكرانيا.

وأعاد البنك المركزي الأوروبي التضخم إلى السيطرة، حيث سجل معدل التضخم في منطقة اليورو 2.2% في الشهر الماضي، ويتوقع موظفو البنك عودة التضخم إلى المستوى المستهدف 2% خلال العام المقبل.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية