الأمن الجزائري يفكك شبكة تهريب دولية يقودها أفارقة

الأمن الجزائري يفكك شبكة تهريب دولية يقودها أفارقة
الجزائر - أرشيف

أعلنت السلطات الجزائرية، اليوم الأربعاء، عن تفكيك شبكة إجرامية دولية تتكون من رعايا أجانب، تنشط في تهريب الأدوية وتزوير العملة وممارسة الشعوذة، وذلك في عملية نوعية نُفذت بمطار الجزائر الدولي هواري بومدين. 

وتمكنت الأجهزة الأمنية من توقيف امرأة من جنسية إفريقية في أثناء محاولتها مغادرة البلاد وبحوزتها كميات ضخمة من الأدوية المخصصة لعلاج أمراض مزمنة، في إطار ما وصفته المديرية العامة للأمن الوطني بـ"عملية ناجحة مكنت من الإطاحة بشبكة متشعبة".

وأفادت المديرية العامة للأمن الوطني، في بيان رسمي، بأن العملية نُفذت من قبل مصالح شرطة الحدود الجوية بالتنسيق مع مصالح الجمارك الجزائرية، حيث تم ضبط 1312 علبة دواء بحوزة المتهمة، كانت تحاول تهريبها إلى مدينة دوالا بالكاميرون، عبر إخفائها داخل أمتعتها الشخصية. 

وأشارت المديرية إلى أن فتح تحقيق موسّع تحت إشراف النيابة المختصة، مكن من الكشف عن باقي أعضاء الشبكة.

نشاط احتيالي متعدد الأوجه

باشرت فرقة الشرطة القضائية، فور توقيف المشتبه بها، إجراءات التحقيق والتحري، ما مكنها من تتبع خيوط الشبكة الإجرامية، التي تبين أنها تضم سبعة أشخاص، خمسة منهم من جنسيات إفريقية مختلفة، واثنين يقيمان بطريقة غير قانونية على التراب الوطني. 

وتبين أن هذه الشبكة لا تقتصر أنشطتها على تهريب الأدوية فحسب، بل تمتد إلى تزوير النقود، وممارسة النصب والشعوذة.

وأفضى تفتيش مسكن أحد المتورطين في القضية إلى اكتشاف أدلة جديدة، تضمنت كمية ضخمة من علب الأدوية كانت مخبأة بطريقة احترافية، إذ ارتفع العدد الإجمالي للعبوات المضبوطة إلى 8913 علبة دواء مخصصة لعلاج أمراض مزمنة، كانت جميعها معدة للتهريب خارج البلاد.

وعكست نتائج التحقيقات تشعب النشاط الإجرامي للعصابة، حيث لم تقتصر المخالفات على تهريب الأدوية، بل شملت أيضًا استعمال أدوات ومجسمات في أعمال الشعوذة، بالإضافة إلى العثور على أوراق نقدية مزيفة، ومبالغ مالية يشتبه بأنها من عائدات غير مشروعة.

ضبط أموال وأدوات تزوير

استرجعت السلطات الجزائرية، خلال العملية، قصاصات ورقية بأبعاد تحاكي فئة 2000 دينار جزائري، يُشتبه في استخدامها لتزوير العملة المحلية، بالإضافة إلى 12 ورقة نقدية أصلية من فئة 2000 دينار، وورقتين نقديتين من فئة 100 يورو مطليتين بمواد غير معروفة، يُعتقد أنهما تُستخدمان في عمليات نصب واحتيال تستهدف الضحايا عبر إيهامهم بقدرة مزعومة على تحويل الأوراق إلى عملة صعبة.

وضبطت الأجهزة الأمنية أيضًا مواد سحرية وطلاسم وأدوات تُستعمل في أعمال الشعوذة، إلى جانب تماثيل صغيرة ومجسمات يُشتبه في استخدامها ضمن طقوس احتيالية، غالبًا ما تُستعمل في استغلال ضحايا يعانون من أمراض مزمنة أو مشكلات اجتماعية.

وقُدم المشتبه فيهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الدار البيضاء بالعاصمة الجزائرية، حيث وُجهت إليهم تهم تتعلق بالتهريب الدولي للأدوية، تزوير العملة، الاحتيال، وممارسة الشعوذة دون ترخيص.

تهديد صحي وأمني

سلّطت هذه العملية الضوء على التحديات التي تواجهها الجزائر في مجال التهريب العابر للحدود، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بأدوية حيوية مثل تلك الخاصة بالأمراض المزمنة، والتي يُفترض أن تُوجه إلى المرضى المحتاجين داخل الوطن، لا أن تقع ضحية شبكات منظمة تستغل ضعف الرقابة وضعف بعض الفئات الاجتماعية.

وأثارت هذه القضية أيضًا قلقًا متزايدًا بشأن ظاهرة الشعوذة والاحتيال الديني، التي تُستخدم كغطاء لجمع الأموال بطرق غير مشروعة، وغالبًا ما تكون مرتبطة بشبكات أوسع تمارس جرائم مالية وصحية خطِرة على المواطنين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية