"رويترز": الجيش الإسرائيلي يقيم مستوصفاً ميدانياً في جنوب سوريا
"رويترز": الجيش الإسرائيلي يقيم مستوصفاً ميدانياً في جنوب سوريا
أفادت وكالة “رويترز” للأنباء أن الجيش الإسرائيلي نشر، اليوم الأربعاء، صورًا ومقاطع فيديو توثق تشغيل مستوصف طبي ميداني للإسعاف، وتقديم العلاج في منطقة قريبة من قرية حضر، الواقعة في ريف القنيطرة جنوب غربي سوريا، مشيرًا إلى أن الهدف من المنشأة هو دعم سكان المنطقة، ولا سيما أبناء الطائفة الدرزية.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الرائد أفيخاي أدرعي، في بيان رسمي، أن الفرقة 210 التابعة لجيش الاحتلال بدأت، خلال الأسابيع الأخيرة، تشغيل منشأة طبية ميدانية متنقلة تهدف إلى تصنيف المصابين وتقديم العلاجات الأولية، ضمن ما وصفه بـ"الدعم الإنساني" لسكان قرية حضر والمناطق المحيطة بها.
وكشف أدرعي أن المستوصف قدّم، حتى الآن، خدمات علاجية وطبية لأكثر من 500 مدني سوري، مؤكدًا أن تشغيله يندرج ضمن نشاط أوسع لقوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة الحدودية بين الجولان السوري المحتل وجنوب سوريا، بهدف "إنشاء منطقة تأمين دفاعية متقدمة، إلى جانب تقديم المساعدات الطبية والإنسانية".
حماية سكان الجولان
أوضح الجيش الإسرائيلي أن تشغيل هذه المنشأة يأتي في إطار ما وصفه بـ"الجهود لحماية أمن سكان الجولان من جهة، وتقديم الدعم الإنساني للسكان المحليين من جهة أخرى"، خاصة في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة الحدودية خلال الأشهر الأخيرة، والتي تتخللها ضربات جوية إسرائيلية متكررة على مواقع داخل الأراضي السورية.
وتزامن الإعلان عن هذا المستوصف الميداني مع تحركات سياسية وأمنية غير معلنة بين إسرائيل وسوريا، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
وأفادت وكالة رويترز، الثلاثاء، أن الجانبين السوري والإسرائيلي عقدا لقاءات مباشرة خلال الأسابيع القليلة الماضية، بهدف منع التصعيد العسكري وضبط التوتر في المنطقة الحدودية.
وأشارت الوكالة إلى أن هذه الاجتماعات غير المعلنة تأتي استكمالًا لحوارات سرية جرت في السابق من خلال وسطاء دوليين.
لقاءات وجهاً لوجه
أكدت مصادر سورية وغربية، إلى جانب مصدر استخباراتي إقليمي تحدثت إليه الوكالة، أن اللقاءات وجهاً لوجه تمّت بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، دون الكشف عن تفاصيل أو نتائج هذه اللقاءات.
وتُعد هذه الخطوة تطورًا غير مسبوق منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011، إذ كانت اللقاءات بين الجانبين تُجرى دائمًا عبر وسطاء.
وتتمحور تلك اللقاءات غالبًا حول التنسيق الأمني وضمان عدم الانزلاق نحو مواجهة مباشرة، خصوصًا مع تزايد الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية في إطار ما تسميه تل أبيب "ضربات استباقية ضد النفوذ الإيراني".
خلفية ميدانية وسياسية
يشكل هذا المستوصف الطبي الميداني أحدث أدوات "الدبلوماسية الإنسانية" التي يعتمدها الجيش الإسرائيلي في جنوب سوريا، وهو تكتيك سبق أن استخدمته تل أبيب خلال السنوات الماضية عبر برنامج "حسن الجوار"، الذي وفر العلاج للمدنيين السوريين المصابين في مستشفيات ميدانية أو عبر إدخالهم إلى مستشفيات إسرائيلية داخل الجولان المحتل، قبل أن يتم إنهاء البرنامج في عام 2018 بعد سيطرة النظام السوري على المنطقة الحدودية.
ويتزامن ذلك مع تحركات إسرائيلية مكثفة على المستوى الإقليمي والدولي، لضمان استمرار التنسيق العسكري في سوريا مع روسيا والولايات المتحدة، فضلًا عن السعي لإبعاد أي تهديدات أمنية من قِبل المجموعات المسلحة المدعومة من إيران، والتي تنشط في الجنوب السوري، وتُعد هدفًا دائمًا للغارات الإسرائيلية.