"أوتشا": قطاع غزة أكثر أماكن الأرض جوعاً على وجه الأرض

"أوتشا": قطاع غزة أكثر أماكن الأرض جوعاً على وجه الأرض
فلسطينيون يتزاحمون للحصول على مساعدات غذائية

وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قطاع غزة بأنه "أكثر الأماكن جوعًا على وجه الأرض"، محذرًا من أن الأرواح تُزهق كل ساعة في ظل منع دخول المساعدات، وحث المكتب السلطات الإسرائيلية على السماح بوصول الإمدادات فورًا، مؤكّدًا أن الوقت ينفد بسرعة.

وأكّد يانس لاركيه، المتحدث باسم مكتب "أوتشا" في بيان يوم الأربعاء، أن الأمم المتحدة تمتلك نحو 180 ألف منصة نقالة من المواد الغذائية والمساعدات المنقذة للحياة جاهزة للدخول إلى غزة، موضحًا أن التمويل تم تأمينه، والإمدادات خضعت للإجراءات الجمركية وتنتظر الإذن فقط وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وقال: "يمكننا إدخال المساعدات على الفور وعلى نطاق واسع وطالما كان ذلك ضروريًا".

ولفت المتحدث إلى أن الأمم المتحدة تملك كل ما يلزم داخل القطاع من فرق عاملة، وشبكات توزيع، وثقة المجتمعات المحلية، مستشهدًا بنجاح عمليات إيصال المساعدات خلال فترات التهدئة، حيث وصلت المساعدات إلى كل محتاج.

واقتحم حشد جائع مستودعًا تابعًا لبرنامج الأغذية العالمي في مدينة دير البلح وسط غزة، بحثًا عن الطعام، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين، وذكر البرنامج أن الوضع الإنساني خرج عن السيطرة بعد 80 يومًا من الحصار الكامل.

وحذر من أن تقييد وصول المساعدات يزيد من خطر الانفجار الاجتماعي، مؤكّدًا أن توسيع نطاق الدعم الغذائي هو السبيل الوحيد لمنع المجاعة.

إطلاق نار على الجائعين

أفاد جوناثان ويتال، رئيس مكتب "أوتشا" في الأرض الفلسطينية، بإصابة قرابة 50 فلسطينيًا عندما أُطلقت النار على حشود يائسة اقتحمت نقطة توزيع أقيمت على أنقاض منازلهم. ووصف الحدث بأنه "اعتداء مستمر على الكرامة الإنسانية".

وأشار إلى أن ما يحدث هو "ندرة مُهندسة" وليست مجرد أزمة لوجستية، منتقدًا توزيع المساعدات تحت حماية شركات أمنية خاصة بالقرب من مواقع ارتكبت فيها مجازر.

وفي السياق، اتهم أجيث سونغهاي، رئيس مكتب مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، إسرائيل بفرض ظروف ترقى إلى "تطهير عرقي" في غزة، داعيًا إلى وقف العنف وإطلاق سراح الرهائن. وأشار إلى أن الأسبوع الماضي كان الأكثر دموية بحق الصحفيين، حيث قُتل 9 منهم.

وقال: "أطفال يُحرقون في الملاجئ، وأُسر تُدفن تحت الأنقاض. تسعة أشقاء قُتلوا في ضربة واحدة، في حين كانت أمهم تعمل طبيبة لإنقاذ آخرين".

أطفال بين الموت والجوع

بدورها، تساءلت المتحدثة باسم اليونيسف: "كم عدد الأطفال القتلى الذي سيحرّك ضمير العالم؟" مشيرة إلى أن أكثر من 50 ألف طفل قُتلوا أو أُصيبوا منذ بدء الحرب.

قالت إن هؤلاء الأطفال ليسوا مجرد أرقام، بل أرواح لها مستقبل وعائلات، داعية إلى وقف فوري للقتال، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع، وإنهاء الحصار المفروض على غزة.

وكشف مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن إعدام ميداني لأحد موظفي الأونروا في رفح، إلى جانب استهداف سيارات إسعاف ومقتل 15 من عمال الإغاثة. وأكد أن هذه الحوادث تندرج ضمن نمط "مرعب وممنهج" من الانتهاكات.

أشار المكتب أيضًا إلى حالات وفاة أثناء الاحتجاز، بينها طبيب العظام البارز عدنان البرش، الذي لا يزال جثمانه محتجزًا، ما يثير مخاوف من التعذيب والقتل المتعمد.

أكدت الأمم المتحدة أن عمليات القتل المتكررة للمدنيين تشير إلى موافقة ضمنية من القيادة العسكرية والمدنية الإسرائيلية، في ظل غياب إجراءات فعالة للمساءلة، ودعت إلى تحقيقات دولية عاجلة وجادة.

الوضع في الضفة الغربية

قال سونغهاي إن الفلسطينيين في الضفة الغربية يتعرضون لعمليات قتل واعتقال وهدم وتهجير قسري. وأضاف أن أكثر من 900 فلسطيني قُتلوا منذ 7 أكتوبر، وأكثر من 40 ألفًا نزحوا من مخيمات جنين وطولكرم.

وحذّر من أن عمليات الهدم المستمرة قد تجعل النزوح دائمًا، ما يُصنف كـ"جريمة حرب".

منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، يعيش القطاع تحت حصار شامل فاقم الأزمة الإنسانية، وواجهت الجهود الدولية لإدخال المساعدات عراقيل متكررة، تتصاعد التحذيرات الأممية من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تزايد أعداد الضحايا وتدهور الوضع الصحي والغذائي، وسط اتهامات متكررة لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب وانتهاك القانون الدولي الإنساني.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية