الأمم المتحدة: المشهد في غزة مُفجع والمعابر المغلقة تهدد بكارثة إنسانية

الأمم المتحدة: المشهد في غزة مُفجع والمعابر المغلقة تهدد بكارثة إنسانية
فلسطينيون يجرون مساعدات حصلوا عليها من أحد مراكز التوزيع

أطلق المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، تصريحات حادة بعد انتشار صور من إحدى نقاط توزيع المساعدات في غزة، واصفاً المشهد بأنه "مفجع"، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية وتعطل قنوات الإغاثة.

وشدد دوجاريك خلال المؤتمر الصحفي اليومي في نيويورك، الثلاثاء، على أن الأمم المتحدة تمتلك خطة إنسانية محكمة ومدعومة من الدول الأعضاء لتوصيل المساعدات، لكن التنفيذ يواجه تحديات كبيرة على الأرض وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

ورداً على أسئلة الصحفيين، أكد دوغاريك أن الأمم المتحدة لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل مما حدث في نقطة التوزيع التي ظهرت في الصور الأخيرة، قائلاً: "لسنا هناك ولسنا مشاركين في تلك العملية".

وحين سُئل عن المزاعم المتعلقة بقيام حركة حماس بالاستيلاء على مساعدات الأمم المتحدة، قال دوغاريك: "نحن نوزع المساعدات بناء على نظام أثبت فعاليته لعقود"، مضيفاً أن "وقف المساعدات بشكل شامل استناداً إلى اتهامات غير مؤكدة، لا يؤدي إلا إلى تعميق معاناة سكان غزة".

معابر مغلقة

أكد دوغاريك أن الأمم المتحدة لا تقف مكتوفة الأيدي، وأنها تبذل جهوداً مكثفة لإيصال المساعدات بطريقة تتماشى مع مبادئ الاستقلال والحياد. 

ورغم سماح السلطات الإسرائيلية بدخول مئة شاحنة يوم أمس، فإنه لم يتم نقل أي مساعدات خارج منطقة التحميل، بسبب المخاوف الأمنية وتعقيدات التنسيق.

وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، يانس لاركيه، إن الأمم المتحدة ترفض الانخراط في "الطريقة الإسرائيلية لإيصال المساعدات"، واصفاً إياها بأنها "تشتيت للانتباه عن الحاجة الأساسية"، وهي فتح المعابر وتأمين ممرات آمنة وفعالة.

مدارس تحترق ونازحون يُقصفون

وأفاد مكتب "أوتشا" بأن الوضع الميداني يزداد تدهوراً، مع استمرار القصف الإسرائيلي الذي أدى، خلال الساعات الـ24 الماضية فقط، إلى مقتل العشرات وإصابة أكثر من 150 مدنياً.

وقُصفت مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج، شرق مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 36 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، وسط تقارير عن إصابات شديدة بالحروق.

غياب الرعاية الصحية

أشار دوغاريك إلى أن أوامر النزوح الأخيرة شملت 155 كيلومتراً مربعاً في رفح وخان يونس ووسط غزة، ما أدى إلى إخلاء مواقع النازحين داخلياً في شمال القطاع، في غضون ذلك، أُجبرت أكثر من 20 منشأة صحية، بينها مستشفيات وعيادات متنقلة، على تعليق خدماتها خلال الأسبوع الماضي.

لازاريني يندد بـ"حملة تضليل منظمة" ضد الأونروا

وفي جبهة أخرى، عبّر المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، عن قلقه الشديد إزاء استمرار ما وصفها بـ"حملة تضليل إسرائيلية" استهدفت الوكالة على مدى أكثر من عام ونصف العام.

وقال لازاريني إن إسرائيل لم تقدم أي أدلة تدعم ادعاءاتها بشأن انحياز الأونروا أو تورط موظفيها، ولم تباشر أي إجراءات جنائية رسمية.

وأضاف: "من غير المقبول استهداف وكالة أممية تعمل على إنقاذ الأرواح، دون تقديم أدلة ودون احترام الإجراءات القانونية الواجبة"، داعياً إسرائيل إلى إنهاء الحملة والعودة إلى التعاون مع الأونروا، كما كان معمولاً به لعقود سابقة.

اشتداد العمليات العسكرية

بدأ الحصار الإسرائيلي الشامل على غزة في مارس الماضي بعد اشتداد العمليات العسكرية، ما أدى إلى توقف شبه تام لدخول المساعدات الإنسانية.

وتعتمد الأمم المتحدة، عبر الأونروا ومنظمات أخرى، على شبكة توزيع معقدة ومحفوفة بالأخطار لتقديم الغذاء والدواء والرعاية الصحية لمليوني فلسطيني، ومع استمرار الإغلاق وتقييد الحركة، تقترب غزة من كارثة إنسانية شاملة تهدد حياة المدنيين على نطاق غير مسبوق.

وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر لعام 2023 عن استشهاد أكثر من 53 ألف شخص وإصابة أكثر من 122 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية