السجن 10 سنوات لمهرب بعد وفاة عائلة هندية على الحدود الأمريكية
السجن 10 سنوات لمهرب بعد وفاة عائلة هندية على الحدود الأمريكية
أصدر القضاء الأمريكي، الأربعاء، حكمًا بالسجن لمدة عشر سنوات بحق زعيم عصابة تهريب بشر دولية، على خلفية وفاة مأساوية لعائلة هندية مكوّنة من أربعة أفراد، بينهم طفلان، تجمدوا حتى الموت خلال محاولتهم دخول الولايات المتحدة من كندا سيرًا على الأقدام وسط عاصفة ثلجية.
وأكدت المحكمة الفيدرالية في ولاية مينيسوتا أن الحكم صدر بحق المتهم هارشكومار رامانال باتل، المتورط في تنسيق عمليات تهريب غير شرعية عبر الحدود الأمريكية الكندية، والتي تسببت بشكل مباشر في مقتل الأسرة الهندية، التي ضلت طريقها في منطقة نائية ومجمدة من ولاية مانيتوبا الكندية في يناير 2022.
وأشارت التحقيقات إلى أن باتل كان يدير شبكة دولية منظمة لتهريب البشر، مستغلاً حاجة العائلات الباحثة عن حياة أفضل في الولايات المتحدة، دون مراعاة الأخطار الهائلة التي كانت تهدد حياتهم خلال هذه الرحلات غير الشرعية.
طلب الادعاء بـ20 عاماً
طالب ممثلو الادعاء الفيدرالي بإنزال أقصى العقوبة بحق باتل، مقترحين الحكم عليه بالسجن 20 عامًا، لكن المحكمة اكتفت بعشر سنوات فقط، كما طالبوا بسجن المتهم الآخر ستيف أنتوني شاند، السائق الذي كان مكلفًا بنقل العائلة الهندية عند عبورها الحدود، لنحو 11 عامًا. ومن المتوقع أن يصدر الحكم بحق شاند في وقت لاحق من اليوم.
قال القاضي الفيدرالي جون تونهايم خلال جلسة النطق بالحكم: "تُعد هذه الجريمة استثنائية من عدة جوانب، لأنها أسفرت عن وفاة لا يمكن تصورها لأربعة أشخاص، بينهم طفلان، من الواضح أن هذه الوفاة كانت قابلة للتفادي، وهو ما يجعل المأساة أكثر إيلامًا".
وأوضحت التحقيقات أن العائلة الهندية، التي كانت تتكون من الأب والأم وطفلين تراوح أعمارهما بين 3 و11 عامًا، كانت قد بدأت رحلتها الشاقة سيرًا على الأقدام عبر منطقة وعرة وتجتاحها عاصفة ثلجية على الحدود بين مقاطعة مانيتوبا الكندية وولاية مينيسوتا الأمريكية، بعد أن نُقلت من مدينة تورنتو إلى مقربة من الحدود بترتيب من المهربين.
وعُثر على جثثهم مجمدة على بعد 12 مترًا فقط من الحدود الأمريكية، بعد أن ضلوا الطريق وواجهوا ظروفًا مناخية قاسية دون أي تجهيزات مناسبة.
منظمة دولية لتهريب البشر
كشفت وزارة العدل الأمريكية أن باتل كان يقود شبكة دولية تمتد بين الهند وكندا والولايات المتحدة، وتعمل على تهريب مهاجرين هنود عبر الحدود الكندية إلى داخل أمريكا، مقابل مبالغ مالية ضخمة تُدفع مسبقًا من أسر الضحايا في الهند.
وكان المتهم يدير الاتصالات بين السماسرة في الهند والسائقين داخل الولايات المتحدة، ويشرف على تنسيق توقيت العبور ونقاط الالتقاء، دون أدنى اعتبار للسلامة أو الظروف الجوية.
وأثارت الحادثة موجة واسعة من الغضب الإنساني والدعوات لتشديد الرقابة على شبكات تهريب البشر. ووصفتها وسائل إعلام أمريكية وكندية بأنها "جريمة تهريب تحولت إلى كارثة إنسانية"، وسط مطالب بإعادة النظر في سياسات الهجرة وتوفير قنوات قانونية وآمنة للراغبين في اللجوء.
الهجرة من الهند إلى أمريكا
تشير تقارير الهجرة الدولية إلى ارتفاع ملحوظ في محاولات الهجرة غير الشرعية من جنوب آسيا، خاصة من الهند، نحو أمريكا الشمالية عبر كندا، في ظل وجود ثغرات حدودية يسهل اختراقها سيرًا على الأقدام، واستغلالها من قبل شبكات منظمة تُدير عمليات التهريب على أنها تجارة مربحة.
وتستغل هذه العصابات رغبة العائلات الفقيرة في الهروب من الفقر أو الاضطهاد الاجتماعي، وتغريهم بوعد "الحلم الأمريكي"، لكن غالبًا ما تنتهي الرحلات بالموت أو التوقيف.
ودعت منظمات إنسانية في أمريكا وكندا إلى ضرورة معاقبة المهربين بقوة القانون، والتعاون الدولي لمكافحة تهريب البشر، وتوفير طرق قانونية للهجرة الآمنة، كما طالبت بوضع قوانين تلزم السلطات باتخاذ تدابير أكثر فاعلية لمنع تكرار مثل هذه المآسي.