"العدل الأمريكية" تتهم موظف استخبارات أمريكي بمحاولة التجسس
"العدل الأمريكية" تتهم موظف استخبارات أمريكي بمحاولة التجسس
اتهمت وزارة العدل الأمريكية، الخميس، موظفاً مدنياً في وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية بمحاولة نقل معلومات سرية إلى ممثل يُعتقد أنه ينتمي إلى حكومة أجنبية.
وأوضحت الوزارة في بيان لها، أن الموظف، ناثان فيلاس لاتش (28 عاماً)، أُلقي القبض عليه في ولاية فيرجينيا خلال عملية سرية نُفذت بعد متابعة دقيقة من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI).
وأكد الادعاء العام أن عملية الاعتقال جرت في موقع حدده لاتش مسبقاً لتسليم وثائق حساسة، حيث كان يعتقد أنه يتعامل مع مسؤول في حكومة أجنبية، في حين أن الشخص الذي كان يتواصل معه هو في الحقيقة عميل سري تابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي.
عملية خداع للموظف
لم تكشف وزارة العدل عن اسم الدولة التي ظن المتهم أنه يزودها بالمعلومات، لكنها وصفتها بأنها "حليفة أو صديقة للولايات المتحدة".
وأشارت الوزارة إلى أن لاتش بدأ العمل لدى وكالة استخبارات الدفاع عام 2019، وكان يحمل تصريحاً أمنياً "سرياً للغاية"، ويعمل ضمن قسم التهديدات الداخلية.
وكشفت الوثائق الرسمية أن الشبهات بدأت تحوم حوله في مارس الماضي، عندما تلقت السلطات بلاغاً حول رغبته في تسريب معلومات سرية لحكومة أجنبية.
نسخ الوثائق وخزنها
اعترف الادعاء بأن لاتش أظهر في رسائل إلكترونية سابقة "عدم اتفاقه مع قيم الحكومة الأمريكية"، وأبدى استعداده لنقل معلومات حساسة، منها وثائق استخباراتية مصنفة اطلع عليها أثناء عمله.
وتعاون العميل السري مع المتهم، الذي بدأ بنقل معلومات إلى دفتر ملاحظات، وخطط لوضعها في موقع عام –متنزه– لتلتقطها الجهة الأجنبية لاحقاً.
وخلال عملية تسليم في مايو الجاري، وضع لاتش محرك أقراص محمول (فلاش درايف) يحوي وثائق سرية وسرية للغاية، ثم أرسل رسالة إلى العميل السري في 7 مايو يؤكد فيها نقل المعلومات، معبّراً عن رغبته في الحصول على "مقابل" من الدولة الأجنبية مقابل استمراره في تمرير المعلومات.
وفي اليوم التالي، أعرب عن اهتمامه بالحصول على جنسية تلك الدولة، قائلاً: "لا أتوقع أن تتحسن الأمور هنا على المدى البعيد".
تهريب البيانات عبر الملابس
تابع مكتب التحقيقات مراقبته للمتهم الذي استمر بين 15 و27 مايو في نسخ ملاحظات سرية داخل محطة عمله، ثم خبأ الأوراق في ملابسه وهرّبها خارج مبنى الوكالة.
وفي 29 مايو، وصل إلى الموقع المحدد مسبقاً في شمال فيرجينيا لتسليم دفعة جديدة من الوثائق، ليتم اعتقاله من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي فوراً بعد التأكد من تسلمه المواد السرية.
وشهدت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة عدداً من القضايا التي تورط فيها موظفون في وكالات أمنية أو استخباراتية بتسريب معلومات سرية.
محاولات تجنيد الموظفين
وتتصاعد المخاوف في واشنطن من محاولات تجنيد أو استغلال أفراد يحملون تصاريح أمنية حساسة من قبل دول أجنبية، بما في ذلك خصوم تقليديون أو حتى شركاء دوليون.
ومن المتوقع أن يمثل لاتش أمام المحكمة لاحقاً، وسط تساؤلات حول دوافعه وخلفياته النفسية والسياسية، في وقت لم يتم الإعلان عن هوية محاميه حتى الآن.