الهند تعتقل العشرات في ولاية آسام بتهمة "التعاطف مع باكستان"
الهند تعتقل العشرات في ولاية آسام بتهمة "التعاطف مع باكستان"
أوقفت السلطات الهندية عشرات الأشخاص في ولاية آسام شمال شرقي البلاد بتهمة "التعاطف مع باكستان"، وذلك بعد مرور نحو شهر على اندلاع أحد أسوأ النزاعات بين نيودلهي وإسلام آباد منذ عقود، بحسب ما أعلن مسؤولون رسميون، اليوم الأحد.
أكد رئيس وزراء ولاية آسام، القيادي القومي الهندوسي هيمانتا بيسوا سارما، في بيان رسمي أن "81 معادياً للوطن باتوا الآن خلف القضبان لتعاطفهم مع باكستان"، مضيفاً أن حكومته "تراقب بشكل دائم منصات التواصل الاجتماعي لرصد المنشورات المعادية وتتخذ إجراءات حازمة بحقها"، وفق وكالة "فرانس برس".
وأشارت شرطة آسام إلى أن أحد المعتقلين نشر صورة للعلم الباكستاني عبر منصة "إنستغرام"، دون أن تُقدم تفاصيل إضافية عن طبيعة التهم الموجهة إلى بقية المعتقلين أو خلفياتهم الاجتماعية والدينية. لكن مراقبين ربطوا هذه الاعتقالات بحملة أشمل تشنها الحكومة الهندية ضد النشاطات الإلكترونية التي تُصنفها على أنها تهديد للأمن القومي.
توتر عقب هجوم كشمير
وجاءت هذه التطورات في أعقاب هجوم مسلح استهدف سياحًا في الشطر الخاضع للهند من إقليم كشمير بتاريخ 22 أبريل الماضي، وأسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا في ما وصفته وسائل الإعلام الهندية بـ"أكثر الهجمات دموية ضد مدنيين في كشمير منذ عقود".
واتهمت نيودلهي على الفور جارتها باكستان بدعم المسلحين الذين نفذوا الهجوم، وهو اتهام نفته إسلام آباد بشكل قاطع، مؤكدة أنها غير متورطة بأي عمليات داخل الأراضي الهندية.
وأشعل الهجوم فتيل مواجهة مباشرة استمرت أربعة أيام بين القوتين النوويتين، اعتُبرت الأخطر منذ حرب كارجيل عام 1999.. وانتهى النزاع باتفاق هش لوقف إطلاق النار في العاشر من مايو، بعد تدخلات دبلوماسية إقليمية ودولية.
التجسس والتقارب مع باكستان
وخلال فترة التوتر، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب الهندي عن توقيف ضابط في الشرطة بتهمة التجسس لصالح باكستان، إضافة إلى اعتقال عشرة أشخاص آخرين بتهم مشابهة خلال شهر مايو.
وتأتي هذه الإجراءات وسط تنامي الهواجس الأمنية داخل الحكومة الهندية من "اختراقات استخباراتية" تستهدف البنية الأمنية والسياسية للبلاد.
بالتزامن مع ذلك، نقلت وسائل إعلام هندية، منها صحيفة "تايمز أوف إنديا"، أن سلطات ولاية آسام قامت خلال الشهر الماضي بترحيل العشرات من الأشخاص الذين يُشتبه بأنهم يحملون الجنسية البنغالية أو دخلوا الأراضي الهندية بشكل غير قانوني.
حدود غير خاضعة للرقابة
وفقاً للتقارير، تم ترحيل ما لا يقل عن 49 شخصاً بين 27 و29 مايو عبر حدود غير خاضعة لرقابة رسمية، وسط غياب أي تعليق رسمي من حكومة الولاية بشأن هذه الإجراءات المثيرة للجدل.
وتشهد العلاقات بين الهند وبنغلاديش توتراً ملحوظاً منذ الإطاحة برئيسة الوزراء البنغالية السابقة الشيخة حسينة، الحليفة التقليدية لنيودلهي، في انتفاضة سياسية العام الماضي.
وتشير تقارير دبلوماسية إلى أن دكا بدأت تقارباً متسارعاً مع خصوم الهند التقليديين، وعلى رأسهم الصين وباكستان، ما يضيف بُعداً إقليمياً معقداً إلى الأزمة الأمنية والسياسية في شمال شرق الهند.