توقيف ثلاثة مشتبهين بقتل خمسة موسيقيين في شمال المكسيك
توقيف ثلاثة مشتبهين بقتل خمسة موسيقيين في شمال المكسيك
أعلنت السلطات المكسيكية، توقيف ثلاثة أشخاص يُشتبه في تورطهم في خطف وقتل خمسة من أعضاء فرقة "فوخيتيفو" الموسيقية، وذلك بعد العثور على جثث الضحايا داخل أحد المنازل في مدينة رينوسا، بولاية تاماوليباس الواقعة شمال شرق البلاد، قرب الحدود مع الولايات المتحدة.
كشفت وزارة الأمن العام المكسيكية، في بيان رسمي، أنها نفذت "عملية أمنية منسقة في ثلاثة أبنية" داخل مدينة رينوسا، أسفرت عن اعتقال ثلاثة أشخاص بحوزتهم أسلحة نارية وذخائر حية، إضافة إلى كميات من الكوكايين والميتامفيتامين، ما يرجّح ارتباطهم بعصابات تهريب المخدرات المنتشرة في المنطقة، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الثلاثاء.
وأكدت الوزارة أن العملية جاءت بعد تحقيقات مشتركة قادتها النيابة العامة، التي أعلنت من جهتها أن الموسيقيين الخمسة كانوا قد اختُطفوا في مايو الماضي خلال توجههم بسيارة صغيرة لإحياء حفلة موسيقية محلية، قبل أن يُعثر على جثثهم لاحقاً، يوم الخميس، داخل منزل مهجور في رينوسا.
فنانون مستهدفون من عصابات
تُسلّط هذه الجريمة الضوء على التهديدات المتصاعدة التي يواجهها الفنانون في المكسيك، حيث يُجبر بعضهم على التعامل مع عصابات الجريمة المنظمة التي تنشط بشكل علني في بعض المناطق، وتقوم بتمويل أعمال فنية تُعرف باسم "ناركوكوريدوس"، وهي أغنيات شعبية تمجّد تجار المخدرات وزعماء العصابات.
ويلجأ بعض الموسيقيين لتأليف أو أداء هذه الأغاني كوسيلة للنجاة أو للحصول على الحماية والمال، فيما يرفض آخرون ذلك فيدفعون ثمن موقفهم غالياً، كما يُرجّح أن يكون قد حدث مع أعضاء فرقة "فوخيتيفو".
وتُعد ولاية تاماوليباس من أخطر مناطق المكسيك من حيث العنف المرتبط بالجريمة المنظمة، حيث تتنازع فيها عدة كارتيلات على السيطرة على طرق التهريب الاستراتيجية إلى الولايات المتحدة، وأبرزها طريق رينوسا ـ ماكالين.
وتشهد هذه الولاية، منذ سنوات، ارتفاعاً حاداً في جرائم القتل والاختفاء القسري والخطف مقابل فدية، وسط عجز أمني واضح عن تفكيك شبكات المخدرات التي تُقدّر أرباحها بمليارات الدولارات.
مأساة تضرب المجتمع الفني
جاء مقتل أعضاء فرقة "فوخيتيفو" ليمثّل ضربة موجعة جديدة للمجتمع الفني المكسيكي، الذي بات يواجه أخطاراً يومية تهدد حرية التعبير والفن، في بلد شهد مقتل عشرات الفنانين والصحفيين في العقد الأخير نتيجة ارتباطات غير مباشرة مع العنف أو بسبب أعمالهم المناهضة للجريمة المنظمة.
ورغم تنفيذ السلطات لعمليات أمنية متكررة في ولايات الشمال، بما في ذلك رينوسا، فإن النشطاء والمراقبين يعدون الدولة تفشل في حماية المدنيين والفنانين من سطوة الكارتيلات التي لا تزال تفرض نفوذها في عدد كبير من المناطق.