"واشنطن بوست": ترامب يلمّح لإمكانية العفو عن "ديدي" المتهم بالاتجار بالبشر
"واشنطن بوست": ترامب يلمّح لإمكانية العفو عن "ديدي" المتهم بالاتجار بالبشر
ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية إصدار عفو عن قطب الموسيقى الأمريكي شون كومبس، المعروف بلقب "ديدي"، الذي يواجه اتهامات فيدرالية خطيرة تشمل الاتجار بالجنس والتآمر لارتكاب جرائم ابتزاز.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، الاثنين، أوضح ترامب، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض عُقد يوم الجمعة، أنه لم يتواصل مع كومبس منذ سنوات، لكنه أشار إلى إمكانية النظر في قضيته قائلاً: "إذا اعتقدت أن شخصاً ما قد تعرض لسوء معاملة، فلن يؤثر إعجابه بي أو كراهيته لي على قراري".
وقد واصل ترامب منح العفو لعدد من الشخصيات العامة، حيث شمل قراره الأخير مغني الراب "إن بي إيه يونغ بوي"، إضافة إلى نجمَي تلفزيون الواقع تود وجولي كريسلي، وقد تزامن ذلك مع جلسات محاكمة كومبس في نيويورك، حيث يواجه احتمال السجن مدى الحياة في حال إدانته بجميع التهم.
معارضة من 50 سنة
عبّر مغني الراب والمنتج كورتيس جاكسون، المعروف بلقب "50 سنت"، عن معارضته الشديدة لأي خطوة من ترامب للعفو عن كومبس، وذكر جاكسون في منشور على إنستغرام أن كومبس تفوّه بتصريحات مسيئة بحق ترامب في السابق، مشيراً إلى أنه سيتدخل للتأثير على قرار الرئيس قائلاً: "دونالد لا ينسى من يقلل من احترامه".
وأضاف جاكسون، الذي يشارك في إنتاج فيلم وثائقي عن كومبس، أن ترامب مشغول الآن بجعل أمريكا عظيمة مجددًا، ولا يجب أن يُشتت انتباهه بمساعدة من أساء إليه.
اشترك كل من ترامب وكومبس في دوائر اجتماعية متقاربة منذ التسعينيات، وكانا يُعدّان من أبرز الشخصيات في عالم الأعمال والترفيه في مدينة نيويورك، بعد إطلاق كومبس لشركة "باد بوي ريكوردز"، صعد بسرعة في مجالات الموسيقى والموضة والإعلام، بينما عزّز ترامب مكانته في قطاع العقارات وتلفزيون الواقع.
وظهر الاثنان في برامج مسابقات شهيرة في أوائل الألفية الثانية، مثل برنامج كومبس "Making the Band" وبرنامج ترامب "The Apprentice"، وأشاد كل منهما بالآخر في مقابلات إعلامية على مدى السنوات.
دعم حملة جو بايدن
وتحوّلت العلاقة بين الطرفين عام 2020 عندما دعم كومبس حملة جو بايدن الرئاسية، حذر كومبس في مقابلة من أن فوز ترامب بولاية ثانية قد يؤدي إلى توتر عرقي كبير، قائلاً: "يجب التصدي لرجال مثل ترامب لأنهم يُمثّلون خطراً حقيقياً".
ودخلت محاكمة كومبس أسبوعها الرابع، حيث أدلى عدد من الشهود بشهاداتهم ضدّه، من بينهم شريكته السابقة كاساندرا "كاسي" فينتورا، والمغني كيد كودي، وعضوة فرقة دانيتي كين السابقة دون ريتشارد.
وقدّمت فينتورا، وهي الشاهدة الرئيسية للادعاء، إفادات تفصيلية عن اعتداءات جنسية وجسدية استمرت لأكثر من عقد، مشيرةً إلى ما سمّته "حفلات جنسية" تُدار بالمخدرات والعنف. وشكّلت هذه الإفادات حجر الأساس في قضية الادعاء ضد كومبس.
وكشفت الشهادات الأحدث عن اتهامات إضافية تشمل الاغتصاب والاختطاف والحرق العمد، وتسعى النيابة العامة لإثبات أن كومبس أدار إمبراطورية ترفيهية اعتمدت على ثقافة من الترهيب، مكّنته من ارتكاب الجرائم المنسوبة إليه.
وحاول فريق الدفاع التشكيك في مصداقية الادعاءات، وزعم أن الشهود، ومنهم فينتورا، شاركوا طوعًا في الأنشطة التي وصفت بأنها جريمة، وأكد المحامون أن كومبس لم يكن طرفًا مباشرًا في العديد من الوقائع المزعومة.
وبقي كومبس قيد الحبس الفيدرالي طوال فترة المحاكمة، التي يأمل القاضي في اختتامها قبل عطلة الرابع من يوليو، ويُتوقع أن يبدأ فريق الدفاع في عرض حججه خلال النصف الأول من شهر يونيو.
تُمثّل هذه القضية واحدة من أكثر المحاكمات إثارة في أوساط الفن والإعلام، حيث يتقاطع فيها نفوذ السياسة والمال والشهرة مع قضايا جنائية بالغة الخطورة.