مراكز مساعدات "غزة الإنسانية" تغلق أبوابها الأربعاء
مراكز مساعدات "غزة الإنسانية" تغلق أبوابها الأربعاء
أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، أن مراكز توزيع المساعدات الإنسانية التابعة لها في قطاع غزة ستُغلق مؤقتاً اليوم الأربعاء، بسبب ما وصفته بـ"أعمال ترميم وإعادة تنظيم".
وقالت المؤسسة في منشور عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، الثلاثاء، إن الإغلاق يهدف إلى "تحسين الكفاءة"، مؤكدة أن عمليات التوزيع ستُستأنف يوم الخميس وفق فرانس برس.
الجيش الإسرائيلي يمنع التنقل
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقاً) أن الطرق المؤدية إلى مراكز التوزيع ستكون مغلقة الأربعاء، واصفاً إياها بأنها "مناطق قتال".
جاء ذلك في وقت لا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية مستمرة في عدة مناطق من قطاع غزة، ما يعقّد وصول السكان إلى المساعدات.
مؤسسة مثيرة للجدل
"مؤسسة غزة الإنسانية" بدأت عملها قبل أسبوعين فقط بعد رفع جزئي للحصار الإسرائيلي على القطاع، الذي دام أكثر من شهرين ومنع دخول أي مساعدات إنسانية تقريبًا.
لكنّ المنظمة الأممية ووكالات الإغاثة الدولية الكبرى رفضت التعاون مع هذه المؤسسة الجديدة، متهمة إياها بأنها تفتقر للشفافية، وتخضع لأهداف سياسية وربما عسكرية.
وقالت مصادر أممية إن مخاوفها تتعلق بغياب الحياد والاستقلالية، وهي مبادئ أساسية في العمل الإنساني، بالإضافة إلى شبهات بأن المؤسسة قد تكون أُنشئت لتبرير السياسات الإسرائيلية في القطاع أو استبدال دور المنظمات الدولية.
صراع على إدارة الإغاثة في غزة
لعقود، كانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) هي المسؤولة الرئيسية عن توزيع المساعدات في غزة.
لكن إسرائيل اتهمت الأونروا بدعم حركة حماس، زاعمة أن بعض موظفيها شاركوا في هجوم 7 أكتوبر 2023، وهو ما تسبب بتجميد تمويلات دولية عن الوكالة الأممية في وقت سابق من العام.
وفي ظل هذا الفراغ، ظهرت "مؤسسة غزة الإنسانية" كجهة بديلة، لكنها لا تحظى بقبول شعبي أو دولي واسع، وتواجه انتقادات من منظمات إنسانية، فلسطينية ودولية، تتهمها بأنها تسعى لتسييس المساعدات الإنسانية في سياق الحرب الجارية.
أزمة مستمرة
الإغلاق المؤقت لمراكز التوزيع المدعومة إسرائيلياً يأتي في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة يعاني منها سكان غزة، حيث يعتمد أكثر من 85% من السكان على المساعدات للبقاء على قيد الحياة، وفق تقارير الأمم المتحدة.
ويحذر مراقبون من أن تكرار إغلاق هذه المراكز، أو استخدامها أداةَ ضغط سياسي أو أمني، من شأنه أن يفاقم المعاناة ويقوّض مبدأ الحياد الإنساني.