نشطاء البيئة ينظمون مظاهرة في برلين ضد التهديدات المتنامية للقطب الجنوبي

نشطاء البيئة ينظمون مظاهرة في برلين ضد التهديدات المتنامية للقطب الجنوبي
الاحترار وذوبان الجليد في القطب الجنوبي

نظمت مجموعة من المنظمات المعنية بحماية البيئة مظاهرة في برلين، الجمعة، لزيادة الوعي بشأن التهديدات المتنامية للقطب الجنوبي، حيث تتسبب زيادة حرارة الجو في ذوبان الأرصفة الجليدية الطافية، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وقامت منظمات "المساعدة البيئية الألمانية" و"ائتلاف القطب الجنوبي والمحيط الجنوبي"، ببناء تمثال جليدي على شكل بطريق يذوب على ارتفاع متر ونصف المتر عند بوابة براندنبورج.

وذكرت المنظمات أن التمثال يرمز إلى الضغوط على الحياة البرية في المنطقة، وقال متحدث إن نحو 800 شخص شاركوا في المظاهرة، وكان العديد منهم يحملون لافتات.

وطالب المشاركون في المظاهرة بحماية المناطق البحرية في القطب الجنوبي والحياة البرية، وجاءت المظاهرة تزامنا مع فعاليات مؤتمر القطب الجنوبي الذي ينعقد في برلين حتى 2 يونيو واجتماع وزراء البيئة والطاقة وحماية المناخ في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى.

على مدى الأعوام الـ150 الماضية، تراكم ما خلّفه النشاط البشري من غازات مُسببة للاحتباس الحراري، أو ما يُعرف بـ“غازات الدفيئة” في الغلاف الجوي، وهي غازات زادت من درجة حرارة الأرض، مما دفعنا جميعا إلى دخول حقبة مجهولة الملامح يسميها العلماء عصر “الأنثروبوسين”، أو (عصر الإنسان).
وتتوقع دراسة نشرها الشهر الماضي علماء يعملون في معهد بوتسدام للدراسات المتعلقة بالمناخ أن يرتفع منسوب مياه البحر بواقع 2.3 متر تقريبا مع كل درجة حرارة سليزية تُضاف إلى متوسط درجات الحرارة على الأرض.

وخلال العقد الماضي، كان القدر الأكبر من ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات يُعزى إلى ما يُعرف بـ”التمدد الحراري”؛ فعند ارتفاع درجات الحرارة، تشغل المياه حيزا أكبر من الفراغ؛ نظراً لأن جزيئاتها تتحرك وتتنقل في هذه الحالة من مكان لمكان بشكل أكبر.

أما في الوقت الراهن، فقد أصبح ذوبان الأنهار الجليدية، لا التمدد الحراري، هو السبب الرئيسي في ارتفاع منسوب البحار والمحيطات.

مرحلة حرجة

وفي القطبين الشمالي والجنوبي، تجري مثل هذه التغيرات بوتيرة وقوة هائلتيّن على نحو لم تشهد له الأرض مثيلا منذ 10 ملايين سنة، وفي هذا السياق، تفيد الأرقام بأن وتيرة الاحترار -أو ارتفاع درجة الحرارة السطحية- التي يشهدها القطب الشمالي توازي -على الأقل- ضعف مثيلاتها في باقي أنحاء العالم.

ويشير أحد التقديرات إلى أنه إذا ما تراوح متوسط الزيادة في الاحترار العالمي في المستقبل ما بين درجتين و3 درجات سيليزية -على سبيل المثال- فإن ذلك سيعني أن احترار القطب الشمالي سيزيد بما يتراوح ما بين 6 و8 درجات سيليزية.
ومن شأن ذوبان ذاك الغطاء الجليدي بالكامل أن يؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحر على مستوى العالم بواقع 7 أمتار (23 قدما)، وإذا ما حدث هذا، جنبا إلى جنب مع ذوبان الغطاء الجليدي للقطب الجنوبي -وهو الغطاء الأكبر من نوعه على سطح الأرض- فإن ذلك سيؤدي بالقطع إلى حدوث تحولات على مستوى العالم بنسب ومعدلات هائلة على نحو أسطوري.

وبحسب ما يُعرف بنماذج المناخ، والموضوعة من قبل العلماء، فإنه من المتوقع أن تصل عملية ذوبان الصفائح الجليدية في غرينلاند والمناطق الغربية بالقطب الجنوبي إلى مرحلة حرجة، تتسارع بعدها معدلات ذلك الذوبان من دون سابق إنذار.
وتتباين النماذج المناخية فيما بينها في المعدلات التي تتوقعها لارتفاع منسوب مياه البحر، فمجموعة جيمس هانسن العلمية العاملة في مختبر “غودارد سبيس فلايت سنتر” بوكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) تتوقع أن يصل هذا الارتفاع على مستوى العالم إلى 7 أمتار بحلول عام 2100.

ولكن ثمة تقديرات أكثر تحفظا في هذا الإطار، كذاك الذي تتبناه مجموعة “ستيفان رامسدورف” التي تعمل في معهد بوتسدام الألماني، إذ تتوقع هذه المجموعة ألا يزيد ارتفاع منسوب مياه البحر على 1.4 متر بحلول نهاية القرن الجاري.

لكن الارتفاع بهذا المعدل سيكون كافيا بدوره لغمر جزر منخفضة الارتفاع مثل المالديف، إلى جانب غمر العديد من المدن الكبرى في العالم. 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية