غريتا تونبرغ تتهم إسرائيل بـ"الاختطاف" بعد اعتراض سفينة مساعدات لغزة
غريتا تونبرغ تتهم إسرائيل بـ"الاختطاف" بعد اعتراض سفينة مساعدات لغزة
اتهمت الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ السلطات الإسرائيلية بـ"اختطافها"، في رسالة مصورة بثّها تحالف "أسطول الحرية" على منصة "إكس"، بعد اعتراض السفينة التي كانت على متنها في المياه الدولية أثناء توجهها إلى قطاع غزة المحاصر.
وقالت تونبرغ، في الفيديو الذي ظهر أنه سُجّل على متن السفينة "مادلين": "إذا كنتم تشاهدون هذا الفيديو، فهذا يعني أننا قد تم اعتراضنا في المياه الدولية واختطافنا من قبل القوات الإسرائيلية أو القوات الداعمة لإسرائيل.. أناشد جميع أصدقائي وعائلتي ورفاقي أن يضغطوا على الحكومة السويدية للعمل من أجل إطلاق سراحي وسراح من معي بأسرع وقت ممكن".
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان رسمي، أن قوات البحرية قامت بتوجيه السفينة "مادلين" إلى ميناء إسرائيلي، بعد أن كانت في طريقها إلى سواحل قطاع غزة وعلى متنها 12 ناشطاً مؤيداً للفلسطينيين، من جنسيات مختلفة.
وأكد البيان أن من المتوقع ترحيل الركاب إلى بلدانهم الأصلية خلال الأيام المقبلة.
اعتراض التحرك الإنساني
وكانت سفينة "مادلين" قد أبحرت في 1 يونيو الجاري من سواحل جزيرة صقلية الإيطالية، ضمن مهمة إنسانية نظّمها "تحالف أسطول الحرية"، وهو ائتلاف يضم نشطاء وسفنًا تحاول كسر الحصار البحري المفروض على غزة منذ 2007.
وتحمل السفينة شحنة مساعدات إنسانية مكونة من مواد غذائية للأطفال، وحفاضات، ودقيق، وأرز، ومرشحات مياه، ومستلزمات نظافة، ومعدات طبية أساسية.
وفي تصعيد واضح ضد السفينة، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يوم السبت، أمراً رسمياً إلى الجيش باتخاذ "جميع الإجراءات اللازمة" لمنع وصول "مادلين" إلى سواحل غزة، مبرراً ذلك بـ"أسباب أمنية".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن العملية جرت في المياه الدولية، ما يعزز المخاوف من خرق جديد للقانون الدولي من قبل السلطات الإسرائيلية.
ردود فعل دولية
وأثار الفيديو الذي ظهرت فيه غريتا تونبرغ ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل معه آلاف النشطاء والمنظمات الحقوقية، مطالبين بالإفراج عنها وعن باقي أعضاء طاقم السفينة.
وتُعد تونبرغ من أبرز الوجوه الشبابية على الساحة الدولية، وحصولها على اهتمام عالمي يزيد من التحديات السياسية أمام تل أبيب في التعامل مع هذه القضية.
ويُعرف "تحالف أسطول الحرية" بمحاولاته المتكررة كسر الحصار البحري على قطاع غزة.. وتعود أبرز محاولاته إلى مايو 2010 حين أقدمت قوات الكوماندوز البحري الإسرائيلي على اقتحام سفينة "مافي مرمرة" التركية، ما أسفر عن مقتل 10 نشطاء أتراك وإصابة العشرات، وتسبب حينها في أزمة دبلوماسية واسعة النطاق بين أنقرة وتل أبيب.
غزة تحت الحصار
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه غزة أوضاعاً إنسانية كارثية بفعل الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ أكتوبر 2023، والحصار البحري والبري والجوي المفروض عليها منذ ما يقرب من عقدين.
وتُقدّر المنظمات الدولية أن أكثر من 80% من سكان القطاع يعتمدون على المساعدات الإنسانية، في ظل انهيار شبه كامل للخدمات الصحية والغذائية والمياه.
ومن المتوقع أن تثير هذه الحادثة ضغوطاً دولية على إسرائيل، لا سيما في ظل وجود شخصية عالمية بحجم غريتا تونبرغ بين من تم اعتراضهم، وهو ما قد يُعيد تسليط الضوء على الانتهاكات المستمرة المرتبطة بحصار غزة، ويعزز الدعوات لإجراء تحقيقات دولية حول خرق إسرائيل للقانون البحري الدولي، خاصة اعتراض السفن في المياه الدولية دون تفويض من الأمم المتحدة.