قافلة مغاربية تنطلق من تونس نحو معبر رفح لفك الحصار عن غزة

قافلة مغاربية تنطلق من تونس نحو معبر رفح لفك الحصار عن غزة
تونسيون يتظاهرون دعما لفلسطين - أرشيف

انطلقت صباح اليوم الاثنين قافلة "الصمود" الشعبية من العاصمة التونسية باتجاه معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، ضمن تحرك شعبي واسع دعت إليه ونظمته تنسيقية "العمل المشترك من أجل فلسطين"، بهدف كسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات، والمطالبة بإيصال مساعدات إنسانية عاجلة إلى سكانه المحاصرين.

وتجمعت أعداد كبيرة من المشاركين، وفق ما أفادت به وسائل إعلام تونسية محلية، في شارع محمد الخامس وسط العاصمة التونسية، استعداداً للانطلاق عند السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي، لينضم إليهم لاحقاً مشاركون آخرون من ولايات سوسة وصفاقس وقابس. 

ومن هناك، تسير القافلة جنوباً نحو معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا، قبل أن تتبع الطريق الساحلي عبر الأراضي الليبية في اتجاه القاهرة فمدينة العريش المصرية ثم معبر رفح البري المؤدي إلى قطاع غزة.

دعم مغاربي لفلسطين

ونظّمت تنسيقية "العمل المشترك من أجل فلسطين" مساء الأحد مؤتمراً صحفياً في مقر الاتحاد العام التونسي للشغل للإعلان عن تفاصيل القافلة التي وصفها الناشط والمنسق صلاح الدين المصري في تصريح لمحطة "موزاييك" بأنها "قافلة تونسية ليبية جزائرية مغربية موريتانية"، تمثل إرادة شعوب المغرب العربي في دعم القضية الفلسطينية، والتعبير عن رفضهم القاطع للحصار المفروض على غزة.

وأوضح المصري أن القافلة لا تقتصر على التونسيين فقط، بل يشارك فيها نشطاء سياسيون ونقابيون وحقوقيون من عدة دول مغاربية، متحدين الحدود السياسية من أجل هدف إنساني واحد يتمثل في رفع المعاناة عن سكان قطاع غزة، الذين يواجهون منذ أكتوبر 2023 حرباً متواصلة أسفرت عن دمار واسع ومآسٍ إنسانية حادة.

وترفع القافلة، التي يتوقع أن تستغرق عدة أيام للوصول إلى معبر رفح، شعارات تدعو إلى إنهاء الحصار الظالم على غزة، وضرورة فتح المعابر لإدخال الغذاء والدواء والمساعدات الطبية، بالإضافة إلى المطالبة بتحرك دولي فاعل لحماية المدنيين الفلسطينيين في ظل الهجمات المستمرة التي تشنها إسرائيل على القطاع.

وأكد منظمو الحراك أن هذه القافلة تمثل أيضاً صرخة في وجه الصمت الدولي، ومحاولة لكسر القيود الإعلامية والدبلوماسية التي حالت دون إيصال صوت الشعوب العربية الرافضة للحرب والدمار في غزة، داعين الحكومات العربية، وخاصة في دول المغرب العربي، إلى مواكبة هذا التحرك الشعبي بمواقف سياسية واضحة تنحاز إلى حقوق الشعب الفلسطيني وتساند نضاله المشروع.

دعم نقابي وشعبي

وحظيت القافلة بدعم واسع من النقابات والمنظمات المدنية في تونس، وعلى رأسها الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي أكد دعمه الكامل لهذه المبادرة الشعبية، باعتبارها تمثل امتداداً طبيعياً لنضال الشعب التونسي تاريخياً في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وشكلت فرصة للتأكيد على وحدة المصير العربي، وخاصة في ظل ما يشهده قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة.

ويأمل منظمو القافلة أن تشكل هذه الخطوة بداية لحراك شعبي أوسع على المستوى المغاربي والعربي، وأن تدفع باتجاه تحركات ميدانية أخرى من شأنها أن تحرج المجتمع الدولي وتكسر حالة الجمود إزاء ما يحدث في غزة، خصوصاً في ظل العجز الأممي عن فرض وقف فوري للعدوان أو إيصال المساعدات بشكل آمن ومستمر.

وفي المقابل، عبّر ناشطون مشاركون في القافلة عن تخوفهم من تعرضهم لعراقيل على الحدود أو في الأراضي المصرية، خصوصاً أن قوافل إنسانية سابقة كانت قد منعت من الوصول إلى معبر رفح أو تم تأخيرها وإخضاعها لإجراءات معقدة، إلا أن المشاركين أكدوا عزمهم على مواصلة الرحلة حتى النهاية، حاملين معهم أمل الشعوب المغاربية في الحرية والعدالة للشعب الفلسطيني.

ويُرتقب أن تصل القافلة إلى مدينة العريش خلال الأيام القليلة المقبلة، في حال لم تواجه أي عوائق ميدانية، تمهيداً لمحاولة الدخول إلى غزة عبر معبر رفح المحاصر، وذلك في ظل الترقب الشعبي والإعلامي العربي الواسع لمسار هذه المبادرة الرمزية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية