"العفو الدولية" تدين اعتراض سفينة "مادلين" وتصفه بانتهاك للقانون الدولي
"العفو الدولية" تدين اعتراض سفينة "مادلين" وتصفه بانتهاك للقانون الدولي
أدانت منظمة العفو الدولية في بيان صدر اليوم الإثنين، اعتراض قوات الاحتلال الإسرائيلي لسفينة "مادلين" التي كانت متجهة إلى قطاع غزة في مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض منذ أكثر من 17 عاماً.
وأكدت المنظمة أن السفينة انطلقت يوم الأحد الماضي من جزيرة صقلية جنوبي إيطاليا، وعلى متنها 12 ناشطاً دولياً، مدنيين عزّل، يعملون ضمن حملة لكسر الحصار المفروض على غزة، وإيصال مساعدات غذائية ودوائية إلى السكان المدنيين.
وشددت منظمة العفو على أن اعتراض السفينة في عرض البحر يشكل "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي"، لا سيما وأنها كانت تبحر في مهمة سلمية، ولا تحمل على متنها سوى مدنيين ومساعدات إنسانية.
وأشارت المنظمة إلى أن التصرف الإسرائيلي يرقى إلى عرقلة متعمدة لجهود الإغاثة الإنسانية، ويؤكد سياسة الحصار الجماعي المفروضة على سكان القطاع، والذي تعتبره الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الحقوقية "غير قانوني" بموجب القانون الدولي الإنساني.
التزامات قانونية واضحة
وأضاف البيان أن إسرائيل، بصفتها قوة احتلال بحسب توصيف القانون الدولي، تقع على عاتقها التزامات قانونية واضحة بموجب اتفاقيات جنيف، أهمها ضمان إيصال الغذاء والدواء إلى المدنيين داخل قطاع غزة، وليس عرقلة وصوله.
وأكدت المنظمة أنه لا يمكن لدولة الاحتلال أن تتنصل من هذه الالتزامات عبر فرض حصار شامل ومنع المساعدات، داعية المجتمع الدولي إلى الضغط العاجل على الحكومة الإسرائيلية لرفع الحصار وضمان تدفق الإغاثة الإنسانية.
وفي مساء يوم الأحد، أفادت تقارير ميدانية أن قوارب حربية إسرائيلية اقتربت من السفينة "مادلين" أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه غزة، وأطلقت صفارات إنذار تحذيرية، مطالبة إياها بتغيير مسارها.
وبحسب شهادات أدلى بها ناشطون عبر قنوات اتصال مباشرة، فقد طوقت القوارب العسكرية الإسرائيلية السفينة وهددت باقتحامها في حال عدم امتثالها للأوامر.
وفي فجر يوم الاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي رسمياً أنه تمكن من السيطرة على سفينة "مادلين" قبل وصولها إلى وجهتها، موضحاً أن العملية تمت "بهدوء ومن دون مقاومة". وأكد البيان العسكري أن السفينة تم اقتيادها إلى ميناء أشدود، حيث تم إخضاع ركابها للتحقيق.
اعتراض قوافل الإغاثة
وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان سلسلة من اعتراضات مماثلة نفذتها القوات الإسرائيلية بحق قوافل بحرية إنسانية حاولت كسر الحصار عن غزة منذ عام 2008، أبرزها اعتراض سفينة "مافي مرمرة" التركية عام 2010، الذي أدى إلى مقتل 10 ناشطين، وأشعل أزمة دبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب.
ودعت منظمة العفو الدولية في ختام بيانها إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في الواقعة، ومحاسبة المسؤولين عن تعطيل الجهود الإنسانية، مجددة مطالبتها برفع الحصار عن قطاع غزة، الذي يعيش أكثر من مليوني شخص فيه ظروفاً مأساوية بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة على حرية الحركة وتدفق المواد الأساسية.
وتأتي محاولة إيصال المساعدات عبر سفينة "مادلين" في وقت يتصاعد فيه القلق الدولي إزاء الوضع الإنساني الكارثي في غزة، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023، وتدهور الوضع الغذائي والصحي، لا سيما مع الانهيار شبه الكامل للبنية التحتية في القطاع.
وتقول منظمات الإغاثة إن نسبة الفقر والجوع بلغت مستويات غير مسبوقة، وإن غالبية سكان غزة يعتمدون على المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة.