إسرائيل تعد نشطاء سفينة المساعدات "مهاجرين غير نظاميين" وتسعى لترحيلهم
إسرائيل تعد نشطاء سفينة المساعدات "مهاجرين غير نظاميين" وتسعى لترحيلهم
أعلن السفير الإسرائيلي في باريس جوشوا زاركا، اليوم الأربعاء، أن أربعة نشطاء فرنسيين، من بينهم النائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن، والمحتجزون حاليًا في إسرائيل، يُعاملون على أنهم "مهاجرون غير نظاميين"، وأن السلطات الإسرائيلية تسعى لترحيلهم جواً إلى فرنسا "في أسرع وقت ممكن".
وقال زاركا، خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي، إن النشطاء الأربعة سيمثلون أمام قاضٍ إسرائيلي ليبتّ في إمكانية ترحيلهم الفوري أو منحهم فرصة للبقاء في إسرائيل، مشددًا على أن دخولهم البلاد "كان بطريقة غير قانونية"، وأنهم "ليسوا سجناء بل محتجزون في مركز احتجاز إداري".
واعترضت البحرية الإسرائيلية، فجر الاثنين، سفينة شراعية كانت تبحر على بُعد نحو 185 كيلومترًا من سواحل قطاع غزة، وعلى متنها 12 ناشطًا دوليًا، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، إلى جانب عدد من النشطاء الفرنسيين، في مهمة تهدف إلى "كسر الحصار الإسرائيلي" المفروض على غزة منذ عام 2007.
وانطلقت السفينة من أحد الموانئ الإيطالية، في محاولة رمزية وإنسانية لتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، لكنها لم تتمكن من الوصول إلى وجهتها، وتم اقتيادها من قبل البحرية الإسرائيلية إلى ميناء أسدود.
واتهمت تونبرغ السلطات الإسرائيلية بـ"اختطافنا في المياه الدولية ونقلنا قسريًا إلى الأراضي الإسرائيلية"، مؤكدة في تصريحات صحفية عقب عودتها إلى فرنسا أن ما جرى "يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي".
استدعاء السفير الإسرائيلي
دعا زعيم حزب "فرنسا الأبية" اليساري الراديكالي جان لوك ميلانشون، الأربعاء، وزارة الخارجية الفرنسية إلى استدعاء السفير الإسرائيلي في باريس، مطالبًا بتوضيحات رسمية بشأن استمرار احتجاز النائبة الأوروبية ريما حسن، وعدم الإفراج عنها رغم مرور أكثر من 50 ساعة على توقيفها.
كتب ميلانشون على حسابه عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "مضت أكثر من خمسين ساعة على احتجاز نائبة منتخبة من دون أن تصدر أوروبا إدانة أو حتى تتحرك دبلوماسيًا... لذلك تبقى التعبئة الشعبية هي السبيل الوحيد للضغط والإفراج عن النشطاء".
وأدان كذلك الناشط الفرنسي الدكتور باتيست أندريه، عند وصوله إلى باريس مساء الثلاثاء، ما وصفه بـ"سوء المعاملة" من قبل سلطات الهجرة الإسرائيلية، مؤكدًا أنهم "حُرموا من النوم وتعرضوا لضغوط شديدة"، واصفًا التجربة بأنها "قاسية ولا تليق بمن يسعى لدعم حقوق الإنسان".
الضغط الأوروبي الغائب
وقّع ثلاثة من النشطاء المحتجزين، من بينهم تونبرغ وناشطان فرنسيان، أوراقًا تُجيز ترحيلهم إلى فرنسا، وقد وصلوا بالفعل يوم الثلاثاء، في حين رفض أربعة نشطاء فرنسيين آخرين -من ضمنهم ريما حسن- التوقيع على أوراق الطرد، في محاولة للطعن القانوني بإجراءات ترحيلهم أو المطالبة بحقوقهم السياسية كمنتخبين أو نشطاء حقوقيين.
لم تُصدر المفوضية الأوروبية ولا البرلمان الأوروبي حتى الآن بيانًا رسميًا بشأن احتجاز نائبة منتخبة في البرلمان الأوروبي، رغم تصاعد الدعوات داخل فرنسا وأوساط اليسار الأوروبي للتحرك العاجل دبلوماسيًا.
وتُثير هذه القضية جدلًا واسعًا حول حرية التعبير وحقوق النشطاء الأوروبيين في دعم القضية الفلسطينية، وسط تصعيد إسرائيل عملياتها العسكرية والسياسية ضد أي محاولة لكسر الحصار المفروض على غزة.