الأمم المتحدة: 30 مليون شخص في السودان يحتاجون بشدة للمساعدات المنقذة للحياة

الأمم المتحدة: 30 مليون شخص في السودان يحتاجون بشدة للمساعدات المنقذة للحياة
نازحون سودانيون- أرشيف

 

نددت الأمم المتحدة بما وصفته بـ"اللامبالاة" الدولية و"الإفلات من العقاب" في التعامل مع المأساة المستمرة في السودان منذ أكثر من عامين، حيث تعصف الحرب بالبلاد بين الجيش وقوات الدعم السريع لافتة إلى أن 30 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، بحاجة ماسة إلى المساعدات المنقذة للحياة.

وأصدر منسّق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، توم فليتشر، بيانًا قوي اللهجة يوم الخميس، قال فيه إن السودان أصبح "مثالاً محزنًا على أكثر ظواهر العصر إيلامًا: التجاهل المطلق لمعاناة الشعوب، والإفلات من المحاسبة على الجرائم التي تُرتكب بحقهم"، وفق فرانس برس.

نصف السكان يحتاجون للمساعدة

أطلق فليتشر تحذيرًا إنسانيًا قاسيًا، مؤكدًا أن "هذه هي أكبر أزمة إنسانية على وجه الأرض حالياً"، مشيراً إلى أن 30 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، بحاجة ماسة إلى المساعدات المنقذة للحياة.

وأضاف: "نحن أمام حرب بلا رحمة.. المدنيون محاصرون وجائعون، ويتعرضون لهجمات عشوائية، جوية وبالطائرات المسيّرة، عدد الضحايا في ارتفاع مستمر، والنزوح بلغ أرقاماً غير مسبوقة".

انهيار النظام الصحي وانتشار الأوبئة

أوضح فليتشر أن القصف الجوي العشوائي أدى إلى مقتل وإصابة الآلاف، فيما تسبب النزاع في انهيار شامل للنظام الصحي، وانتشار أمراض خطيرة كالكوليرا والحصبة، وشدد على أن الحديث المتكرر عن العنف الجنسي وتوثيق الفظائع لم يترجم إلى حماية حقيقية على الأرض.

كما ذكّر بالهجوم الذي استهدف الأسبوع الماضي فرق إغاثة وأسفر عن مقتل خمسة من العاملين في المجال الإنساني، وفقًا لما أعلنته اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي.

دعوة لوقف التخاذل.. والتمويل العاجل

طالب فليتشر المجتمع الدولي بالتحرك الفوري، قائلاً: "لقد وُصف الثمن البشري لهذه الحرب، لكن الكلمات لا تكفي.. نحن بحاجة إلى ممرات إنسانية آمنة، ومساعدات مستدامة، وتمويل عاجل يعكس حجم المأساة".

كما دعا الأطراف الدولية ذات النفوذ إلى تكثيف جهودها من أجل التوصل إلى سلام "عادل، وشامل، ومستدام".

يخوض السودان منذ أبريل 2023 حربًا دموية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، على خلفية صراع على السلطة.

وقد أسفر النزاع عن مقتل الآلاف، ونزوح الملايين داخليًا وخارجيًا، وسط تقارير عن جرائم حرب، وانهيار شبه كامل للمؤسسات المدنية، خصوصًا الصحية والإنسانية.

وتُعدّ الأزمة السودانية من بين أكثر النزاعات تجاهلًا على الساحة الدولية، رغم حجم الكارثة الإنسانية الناجمة عنها.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية