الأمم المتحدة: تصاعد القتال يعوق المساعدات ويعرض آلاف السودانيين للخطر

شدد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان، على أن عدم الوصول الإنساني إلى مناطق كردفان غربي السودان يعرّض حياة مئات الآلاف من المدنيين لخطر حقيقي ومباشر.

وأكد المكتب أن تصاعد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في غرب كردفان منذ بداية مايو 2025، والذي امتد إلى بعض مناطق جنوب وشمال كردفان، أدى إلى انعدام الأمن وتعطيل وصول الإمدادات الإنسانية الضرورية.

وأشار البيان إلى أن هذه الاشتباكات العنيفة أدت إلى نزوح واسع النطاق للسكان المدنيين، وقطع طرق المساعدات الحيوية، ما زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، حيث أصبح آلاف المدنيين محاصرين دون توفر الغذاء أو المياه أو الرعاية الطبية.

ممرات حيوية لنقل المساعدات

وأوضح مكتب أوتشا أن ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان تشكل ممرات حيوية لنقل المساعدات الإنسانية إلى دارفور، ما يجعل تأمين هذه المناطق ذات أهمية استراتيجية للجهود الإنسانية في السودان.

وحذّر البيان من أن انعدام الأمن، وتغير خطوط القتال، وبعد المسافات عن المراكز اللوجستية الرئيسية مثل ميناء ومطار بورتسودان، ومعبر أدري الحدودي، يعيق عمليات إيصال المساعدات بشكل كبير.

وأبرز المكتب أن القتال في كردفان تسبب بقطع طرق رئيسية لنقل المساعدات، خصوصًا تلك التي تربط مدينة الأبيض بالنهود والخوي في غرب كردفان، بالإضافة إلى الدلنج وكادقلي في جنوب كردفان.

شاحنات تنتظر تصريح الدخول

وأفاد مكتب أوتشا بوجود قافلة مكونة من سبع شاحنات محملة بأغذية علاجية وأدوية للملاريا والسل وأقراص كلور تنتظر التصريح للمضي قدمًا إلى مدينة كادقلي، مؤكداً أن تأخير التصاريح يعرض حياة المحتاجين للخطر.

وحذّر المكتب من تلاشي فرص الوصول إلى المجتمعات الأشد ضعفًا، مع بدء موسم الأمطار في يونيو، والذي من المتوقع أن يزيد من صعوبة الوصول إلى المناطق الجبلية مثل جبال النوبة.

وذكر أن موسم الأمطار، الممتد من يونيو حتى سبتمبر، يشهد عادة تدهوراً في حالة الطرق بسبب ردائتها، مما يعطل طرق الإمداد ويزيد من تعقيد وصول المساعدات، في وقت يشهد فيه السودان ذروة انعدام الأمن الغذائي.

وأشار البيان إلى أن الأمم المتحدة تمكنت منذ بداية عام 2025 من إرسال 95 شاحنة تحمل أكثر من 3 آلاف طن من المساعدات الإنسانية موجهة إلى 300 ألف شخص في شمال وغرب كردفان، رغم التحديات الكبيرة.